عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

عنهم في أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هل رأى ربّه ليلة المعراج أم لا؟ والاختلاف في الوقوع دليل الإمكان، وأمّا الرؤية في المنام فقد حكيت عن كثير من السلف٠[1]٠، ولا خفاء في أنهّا نوع مشاهدة يكون بالقلب دون العين٠[2]٠. ٠والله تعالى خالق لأفعال العباد٠[3]٠ من الكفر والإيمان والطاعة والعصيان٠ لا كما زعمت المعتزلة أنّ العبد خالق لأفعاله٠[4]٠، وقد كانت الأوائل منهم٠[5]٠ يتحاشون عن إطلاق لفظ الخالق ويكتفون بلفظ الموجد


 



[1] قوله: [عن كثير من السلف] كما روي عن أبي يزيد أنه قال: رأيت ربّي في المنام, فقلت: كيف الطريق إليك؟ فقال: ½أترك نفسك وتعال¼, وكذا روي عن الإمام الأعظم أبي حنيفة, وحمزة الزيات, وأبي الفوارس شاه بن شجاع الكرمانيّ, ومحمّد بن عليّ الحكيم الترمذيّ, والعلاّمة شمس الأيِمّة الكردريّ, أنهم رأو ربّهم في المنام. ١٢ كذا في ”شرح الفقه الأكبر“ وغيره من الكتب.

[2] قوله: [دون العين] اعلم أنّ أكثر المتكلّمين ينكرون جواز رؤية الله تعالى في المنام, واحتجّوا في ذلك بأنّ ما يراه النائم يكون مصوّراً لا محالة, ولا صورة للربّ تعالى, وأنه يراه بواسطة مثال مناسب له, ولا مثل ولا مثال لله ربّ العالمين, قاله في "اليواقيت" ولذا أوّلَه الشارح بأنها نوع مشاهدة بالقلب دون العين. ١٢

[3] قوله: [خالق لأفعال العباد] من الملك والإنس والجنّ, وهذا الخلاف في أفعال الحيوانات كلّها, لكنّ المقصود بالبحث أفعال المكلّفين لاسِيّما الأفعال الاختياريّة, فإنّ الاضطراريّة مخلوقة لله تعالى إجماعاً. ١٢

[4] قوله: [خالق لأفعاله] أي: الأفعال الاختياريّة واقعة بقدرة العبد وحدها على سبيل الاستقلال بلا إيجاب, بل باختيار. ١٢

[5] قوله: [الأوائل منهم] أي: من المعتزلة كـ ½واصل ابن عطاء¼, و½عمرو بن عبيد¼ لقرب عهدهم بإجماع السلف على أنه لا خالق إلاّ الله تعالى. ١٢ "اليواقيت".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388