عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

تصوّر الإنسان بدونه٠[1]٠، فإنّه من العوارض، وقد يقال٠[2]٠: ½إنّ ما به الشيء هو هو باعتبار تحقّقه حقيقة، وباعتبار تشخّصه٠[3]٠ هُويَّة، ومع قطع النظر عن ذلك مَاهِيَّة¼، والشيء عندنا٠[4]٠ هو الموجود، والثبوت والتحقّق والوجود والكون ألفاظ مُترادفة٠[5]٠، معناها بديهيّ التصوّر، فإن قيل٠[6]٠: فالحكم بثبوت حقائق الأشياء يكون لغواً بمنـزلة قولنا٠[7]٠: ½الأمور الثابتة ثابتة¼، قلنا٠[8]٠: إنّ


 



[1] قوله: [بدونه] أي: يمكن تصوّر الإنسان بالكنه بدون تصوّر الضاحك والكاتب, فإنهما من العوارض. أمّا البحث في أنّ المراد من الإمكان الخاصّ أو العامّ فهو في المطوّلات من شاء فليرجع إليها. ١٢

[2] قوله: [قد يقال] أشار أوّلاً إلى أنّ الحقيقة والماهيّة لفظان مترادفان, ليس بينهما فرق لا بحسب المفهوم ولا بحسب الاعتبار والاستعمال, ثُمَّ أشار ثانياً إلى أنّ بينهما فرقا اعتباريًّا لا حقيقيًّا. ١٢

[3] قوله: [باعتبار تشخّصه] أي: ما به الشيء هو هو, مع عروض التشخّص له هويّة, و½التشخّص¼ عبارة عمّا يفيد الامتياز للمعروض, من حيث إنّه معروض عن جميع ما عداه. ١٢

[4] قوله: [عندنا] أي: عند أهل السنّة والجماعة, فإنّ المعتزلة يعرفون الشيء بما يصحّ أن يعلم ويخبر عنه, فهم يقولون: الشيء يعمّ الموجود والمعدوم بل الممتنع أيضاً. ١٢

[5] قوله: [ألفاظ مترادفة] فيكون الشيء بمعنى الثابت مرادفاً للموجود, لكنّ المعتزلة منعوا ترادف الثبوت مع الوجود, ولذا يزعمون المعدومات الممكنة ثابتة في عالم الواقع غير موجودة فيه . ١٢

[6] قوله: [فإن قيل] حاصل السؤال: أنّ الحقيقة لَمَّا كان عبارة عمّا به الشيء هو هو من حيث التحقّق, والشيء هو الموجود, وحقيقة الشيء عينه فالحقيقة أيضاً موجودة, والموجود والثابت لفظان مترادفان, صار قول المصنّف: ½حقائق الأشياء ثابتة¼ باطلاً, فإنّ الحمل لا بدّ له أن يكون المحمول مغايراً للموضوع بحسب المفهوم, وهاهنا المحمول عين الموضوع. ١٢

[7] قوله: [بمنـزلة قولنا] إنما قال: ½بمنـزلة قولنا¼ ولم يقل: ½عين قولنا¼, فإنّ التركيب في ½حقائق الأشياء¼ إضافيّ, وفي ½الأمور الثابتة ثابتة¼ تركيب توصيفيّ، كذا في بعض الحواشي. ١٢

[8] قوله: [قلنا] حاصل الجواب: إنّ الموضوع والمحمول وإن كانا متّحدين في المفهوم بحسب الظاهر, لكنّهما متغايران في المفهوم, متّحدان في الوجود, فإنّ المراد من الموضوع ما نعتقده حقائق الأشياء, والمراد من المحمول أمور موجودة في نفس الأمر, فصار الحمل في المعنى ولم يكن لغواً. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388