المراد به أنّ ما نعتقده حقائق الأشياء, ونسمّيه بالأسماء من الإنسان والفرس والسماء والأرض أمور موجودة في نفس الأمر، كما يقال: ½واجب الوجود موجود¼، وهذا الكلام مفيد ربما يحتاج٠[1]٠ إلى البيان، وليس مثل قولك٠[2]٠: ½الثابت ثابت¼، ولا مثل قوله٠[3]٠: ½أنا أبو النجم وشعري شعري¼٠[4]٠ على ما لا يخفى. وتحقيق ذلك أنّ الشيء قد يكون له اعتبارات مختلفة, يكون الحكم عليه بشيء مفيداً بالنظر إلى بعض تلك الاعتبارات دون البعض،
[1] قوله: [ربّما يحتاج] أي: قلّما يحتاج إلى بيان معناه, فإنّ أكثر من سمعه يفهم منه ذلك المعنى, كما في مثل ½واجب الوجود موجود¼، والحاصل أنّ أخذ موضوعه بحسب الاعتقاد مشهور فيما بين الناس, فهو مفيد بلا حاجة إلى بيان معناه. أللّهمّ إلاّ أن يكون بالنسبة إلى بعض الأذهان القاصرة، كذا في "حاشية الخيالي". ١٢
[2] قوله: [ليس مثل قولك] هذا متفرّع على قول الشارح هذا الكلام مفيد, أي: قولنا: ½حقائق الأشياء ثابتة¼ ليس مثل قولك أيّها السائل! ½الثابت ثابت¼, فإنّ الموضوع والمحمول فيه متّحدان بحسب المحكوم.
[3] قوله: [لا مثل قوله: ½أنا أبو النجم¼] هذا متفرّع على قوله: ½ربّما يحتاج إلى البيان¼ أي: قولنا ½حقائق الأشياء ثابتة¼ ليس مثل قول أبي النجم: ½شعري شعري¼، فإنّه يحتاج إلى بيان معناه البتة, قال العلاّمة عبد الحكيم في الحاشية ما نصّه: لأنّ أخذ المحمول مقيّداً بالوصف المذكور معنى مجازيّ, والمعنى المجازيّ وإن اشتهر لا بدّ من بيانه؛ لأنّ المتبادر المعنى الحقيقيّ على ما تقرّر في موضعه. ١٢
[4] قوله: [شعري شعري] أي: شعري الآن كشعري فيما مضى, أو شعري هو شعري المعروف بالبلاغة, كذا في عامّة الحواشي. ١٢