٠حقائق الأشياء٠[1]٠ ثابتة٠ حقيقة الشيء٠[2]٠ وماهيته ما به الشيء هو هو٠[3]٠، كالحيوان الناطق٠[4]٠ للإنسان، بخلاف مثل الضاحك والكاتب مِمَّا يمكن
[1] قوله: [حقائق الأشياء] لم يقل: ½الأشياء ثابتة¼؛ لأنه لا ينافي مذهب العنديّة، بل المنافي له ثبوت الحقائق أي: ما به الشيء هو هو مع قطع النظر عن تعلّق الاعتقاد. ١٢ "عصام".
[2] قوله: [حقيقة الشيء] جمع الحقيقة مع الماهيّة في مقام التعريف يدلّ على الترادف بينهما, لكنّ المستفاد من كلام المحقّقين أنّ الحقيقة إنما يطلق باعتبار الوجود والتحقّق, والماهيّة تعري عن هذا الاعتبار، فقد قال السيّد السند قدّس سرّه في "حاشية القطبيّ": الماهيّة أعمّ من أن تكون موجودةً في الخارج أم لا, فالماهيّة أعمّ من الحقيقة مطلقاً. ١٢
[3] قوله: [ما به الشيء هو هو] الظاهر أنّ الباء للسببيّة, والضميران لـ½الشيء¼, فالمعنى الأمر الذي بسببه الشيء ذلك الشيء, ولا شكّ أنه يصدق على العلّة الفاعليّة؛ لأنّ الإنسان مثلاً إنما يصير إنساناً متمايزاً عن جميع ما عداه بسبب الفاعل و إيجاده إيّاه، هذا حاصل ما استشكله في "حاشية الخيالي", وأجاب عنه: بأنّ الفاعل ما بسببه الشيء موجود في الخارج, لا ما بسببه الشيء ذلك الشيء, فلا يصدق التعريف على الفاعل . ١٢
[4] قوله: [كالحيوان الناطق] فإنّه لا يمكن تصوّر الإنسان بالكنه بدون تصوّر الحيوان الناطق؛ إذ هما ذاتيّان للإنسان, وتصوّر الشيء بالكنه بدون تصوّر ذاتيّاته وماهيّته محال, فليت شعري كيف أورد عليه بعض المحشّين بأنّ تصوّر الإنسان بدون الحيون الناطق ممكن, فإنّ تصوّر المجمل لا يستلزم تصور المفصّل انتهى. أقول: ليس بناء كلام الشارح على التصوّر مطلقاً، بل على التصوّر بالكنه, وهو لا يمكن بدون تصوّر الذاتيّات, هذا، ولا يخفى على المتأمّل أنّ الشارح إنما بنى كلامه على اصطلاح المناطقة. قال المجدّد الأعظم إمام أهل السنّة الشيخ أحمد رضا خان القادريّ البريلويّ قدّس سرّه: جعل الناطق مميّزاً للإنسان إنما هو عند الفلاسفة الجهّال الحمقاء, وعندنا كلّ شيء ناطق حتى الأشجار والأحجار، فقد قال الله تعالى: ﴿قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾[فصلت: ٢١]، وقال تعالى: ﴿إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾[الإسراء: ٤٤]. ١٢ كذا في "الملفوظ".