كتب ختم الصحيفة وأخرجها إلى الناس وأمرهم أن يبايعوا لمن في الصحيفة فبايعوا حتى مرت بعليّ، فقال: بايعنا لمن فيها وإن كان عمر٠[1]٠ رضي الله عنه، وبالجملة وقع الاتّفاق على خلافته، ثُمَّ استشهد عمر رضي الله عنه وترك الخلافة شورى بين ستّة: عثمان وعليّ وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، ثُمَّ فوّض الأمر خمستهم إلى عبد الرحمن بن عوف ورضوا بحكمه، فاختار عثمان وبايعه بمحضر من الصحابة فبايعوه وانقادوا لأوامره وصلوا معه الجمع والأعياد٠[2]٠، فكان إجماعاً، ثُمَّ استشهد وترك الأمر مهملاً٠[3]٠, فأجمع كبار المهاجرين والأنصار على عليّ رضي الله عنه, والتمسوا منه قبول الخلافة, وبايعوه لِما كان أفضل أهل عصره وأولاهم بالخلافة، وما وقع من المخالفات والمحاربات لَم يكن من نـزاع في خلافته بل عن خطأ في الاجتهاد، وما وقع من
[1] قوله: [وإن كان عمر] لعلّه من سهو بعض الرواة؛ لأنه قد ثبت عن يسار بن حمزة أنه قال: لَمَّا ثقل أبوبكر أشرف على الناس من كوّة، فقال: أيّها الناس إنيّ قد عهدت عهداً أفترضون به, فقال الناس: رضينا ياخليفة رسول الله, فقام عليّ فقال لا نرضى إلاّ أن يكون عمر, قال: فإنّه عمر رضي الله تعالى عنه, ذكره في "تاريخ الخلفاء". ١٢
[2] قوله: [الجمع والأعياد] مع أنّ صلاة الجمعة والعيدين لا تجوز إلاّ خلف خليفة الإسلام أو مأذونه, فكان إجماعاً. ١٢
[3] قوله: [مهملاً] أي لم يسلّم الخلافة إلى أحد. ١٢