عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

٠أزليّة٠ بوجوه: الأوّل: أنه يمتنع قيام الحوادث٠[1]٠ بذاته تعالى لِمَا مرّ، الثاني: أنه وصف ذاته في كلامه الأزليّ بأنه الخالق، فلو لم يكن في الأزل خالقاً لزم الكذب٠[2]٠ أو العدول إلى المجاز، واللازم باطل٠[3]٠ أي: الخالق فيما يستقبل أو القادر على الخلق من غير تعذّر الحقيقة، على أنه لو جاز إطلاق الخالق عليه بمعنى القادر على الخلق لجاز إطلاق٠[4]٠ كلّ ما يقدر هو عليه من الأعراض عليه، الثالث: أنه لو كان حادثاً فإمّا بتكوين آخر, فيلزم التسلسل٠[5]٠ وهو محال، ويلزم منه استحالة٠[6]٠ تكوين العالم مع أنه مشاهد،


 



[1] قوله: [يمتنع قيام الحوادث] يرد عليه أنه يجوز أن يقوم بالغير, كما ذهب إليه أبو الهذيل, فإن ردّ بما سيجيء اتّحد الدليلان, وجوابه أنه مردود بأنّ صفة الشيء لا يقوم بغيره, ولظهور بطلانه لم يتعرّض له. ١٢ "خيالي".

[2] قوله: [لزم الكذب] والكذب نقص محال على الله سبحانه، خلافاً للوهابيّة, فإنهّم يقولون على الحضرة الصمديّة تبعاً بشيخ الطائفة إسماعيل الدهلويّ بإمكان الكذب، وقد ردّ عليه هذيانه إمام أهل السنّة الشيخ أحمد رضا خان البريلويّ قدّس سرّه في كتابه "سبحان السبّوح عن عيب كذب مقبوح". ١٢

[3] قوله: [واللازم باطل] أي: الكذب والعدول إلى المجاز كلاهما باطلان, أمّا الكذب فقد بينّا, وأمّا العدول إلى المجاز فلأنّ العدول إليه إنما يجوز إذا كانت الحقيقة متعذرة, وهاهنا لم يتعذّر الحقيقة. ١٢

[4] قوله: [لجاز إطلاق... إلخ] أي: إطلاق كلّ مشتقّ من الأعراض التي يقدر على خلقها بحسب اللغة, كالأسود بمعنى: القادر على خلق السواد. ١٢

[5] قوله: [فيلزم التسلسل] لأنّا نجري الكلام في التكوين الثاني, أ هو قديم أو حادث؟ إن كان قديماً فثبت المدّعى, وإن كان حادثاً فيحدث بتكوين آخر, وهكذا تجري السلسلة إلى غير النهاية. ١٢

[6] قوله: [ويلزم منه استحالة... إلخ] لأنّ وجوده صار موقوفاً على تكوينات غير متناهية, ووجودها محال, والموقوف على المحال محال. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388