والإحياء وغير ذلك، ولا دليل على كونه٠[1]٠ صفة أخرى سوى القدرة والإرادة، فإنّ القدرة٠[2]٠ وإن كانت نسبتها إلى وجود المكوّن وعدمه على السواء، لكن مع انضمام الإرادة٠[3]٠ يتخصّص أحد الجانبين. ولَمَّا استدلّ القائلون بحدوث التكوين بأنه لا يتصوّر بدون المكوّن٠[4]٠، كالضرب بدون المضروب، فلو كان قديماً لزم قدم المكوّنات، وهو محال، أشار إلى الجواب٠[5]٠ بقوله: ٠وهو٠ أي: التكوين ٠تكوينه للعالم ولكلّ جزء من أجزائه٠
[1]قوله: [ولا دليل على كونه... إلخ] قال العلاّمة الخيالي: ويخطر بالبال أنّ التكوين هو المعنى الذي نجده في الفاعل, وبه يمتاز عن غيره ويرتبط بالمفعول, وإن لم يوجد بعد، وهذا المعنى يعمّ الموجب أيضاً, بل نقول: هو موجود في الواجب بالنسبة إلى نفس القدرة والإرادة, فكيف لا يكون صفة أخرى. ١٢
[2]قوله: [فإنّ القدرة... إلخ] دفع لِمَا يتوهّم من أنّ القدرة لا يجوز أن تكون مبدأ الإيجاد لاستواء نسبتها إلى وجود المكوّن وعدمه, فلا بدّ من صفة أخرى يترجّح بها أحد الطرفين. ١٢
[3]قوله: [مع انضمام الإرادة... إلخ] أنت تعلم إذا راجعت وجدانك أنّ التكوين ليس عين القدرة, ولا عين الإرادة, ولا مجموعهما مطلقاً, ولا ماخوذاً مع التعلّق, وكلّها مقدّمة على التكوين, ليس أثر هذه الأمور وجود الشيء وثبوته, كما إذا نظرنا إلى أفعالنا وجدنا إصدارنا لأمر غير إرادتنا لإصداره, وهذا كلّه واضح. ١٢ "نظم الفرائد".
[4]قوله: [لا يتصوّر بدون المكوّن] أي: التكوين لا يتصوّر بدون المكوّن بالفتح؛ لأنه نسبة بين المكوّن بالكسر والمكوّن بالفتح, والنسبة لا تتحقّق بدون المنتسبين. ١٢
[5]قوله: [أشار إلى الجواب] توجيه أنّ مراده أنّ التكوين تكوين لمجموع العالم ولكلّ جزء من أجزائه, متعلّق به تعلّقاً واقعاً في وقت مخصوص هو وقت وجوده, بأنه واقع وجوده فيه, فالمتعلّق بالوقت والمظروف له هو تعلّقه, لا نفس التكوين, فإنّ صفاته الحقيقية أعلى وأنزه من أن يحيط بها زمان وهي فوق الزمان, كيف وهو مكوّن الزمان أيضاً, فلو لزم الوقت للتكوين لزم وجود الزمان وعدمه ولزم الدور. ١٢ "نظم الفرائد".