عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

وأمّا بدونه فيستغني الحادث عن المحدث والإحداث، وفيه تعطيل الصانع٠[1]٠، الرابع: أنه لو حدث لحدث إمّا في ذاته٠[2]٠ فيصير محلاًّ للحوادث, أو في غيره كما ذهب إليه أبو الهذيل من أنّ تكوين كلّ جسم قائم به، فيكون كلّ جسم٠[3]٠ خالقاً ومكوّناً لنفسه، ولا خَفاء في استحالته، ومبنى هذه الأدلّة٠[4]٠ على أنّ التكوين صفة حقيقيّة كالعلم والقدرة، والمحقّقون من المتكلّمين على أنه من الإضافات٠[5]٠ والاعتبارات العقليّة، مثل كون الصانع تعالى وتقدّس قبل كلّ شيء ومعه وبعده ومذكوراً بألسنتنا ومعبوداً ومميتاً ومحيّياً ونحو ذلك، والحاصل في الأزل٠[6]٠ هو مبدأ التخليق والترزيق والإماتة


 



[1] قوله: [فيه تعطيل الصانع] لأنه إذا جاز حدوث حادث بدون التكوين جاز حدوث جميع الحوادث بدونه لعدم الفصل بينهما, وفيه تعطيل الصانع وهو محال. ١٢

[2] قوله: [في ذاته] أي: ذات الله تعالى على ما ذهب إليه الكراميّة. ١٢

[3] قوله: [فيكون كلّ جسم... إلخ] إذ لا معنى للخالق إلاّ من قام به الخلق, والمكوّن إلاّ من قام به التكوين. ١٢

[4] قوله: [ومبنى هذه الأدلّة] أي: مبنى هذه الوجوه الدالّة على أزليّة التكوين على أنه صفة حقيقيّة, وأمّا إذا كانت اعتباريّة كما ذهب إليه الأشعريّة, فالأدلّة غير تامّة، أمّا الأوّل والرابع فلأنه لا يلزم كونه تعالى محلاًّ للحوادث على هذا التقدير، وأمّا الثالث فلأنّ التسلسل في الاعتباريّات غير مستحيل، وأمّا الثاني فهو تامّ, كما أشار إليه العلاّمة الخيالي بقوله: ½كأنه أراد ما عدا الدليل الثاني¼. ١٢

[5] قوله: [من الإضافات] الإضافة عند المتكلّمين معنى موهوم يتعقّل من نبسة شيء إلى شيء, فالتكوين إضافة بين الخالق ومخلوقه. ١٢ "ن"

[6] قوله: [والحاصل في الأزل... إلخ] يعني: أنّ الحاصل في الأزل مبدأ هذه الأشياء مثل القدرة, وأمّا هذه الأشياء فقائمة فيما يستقبل, فإنّ القدرة باعتبار تعلّقه إلى المخلوقات يسمّى تخليقاً, وباعتبار تعلّقه إلى المرزوقات يسمّى ترزيقاً, وغير ذلك من الإضافات والاعتبارات. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388