عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

الحروف المنطوقة أو المخيّلة المشروط وجود بعضها بعدم البعض، ولا من الأشكال المرتّبة الدالّة عليه، ونحن لا نتعقّل٠[1]٠ من قيام الكلام بنفس الحافظ إلاّ كون صور الحروف مخزونة مرتسمة في خياله، بحيث إذا التفت إليها كان كلاماً مؤلّفاً من ألفاظ مخيّلة أو نقوش مترتّبة، وإذا تلفّظ كانت كلاماً مسموعاً. ٠والتكوين٠٠[2]٠ وهو المعنى الذي يعبّر عنه بالفعل والخلق والتخليق والإيجاد والإحداث والاختراع ونحو ذلك٠[3]٠، ويفسّر بإخراج٠[4]٠ المعدوم من العدم إلى الوجود، ٠صفة لله تعالى٠ لإطباق العقل والنقل على أنه خالق للعالم مكوّن له, وامتناع إطلاق اسم المشتقّ على الشيء من غير أن يكون مأخذ الاشتقاق وصفاً له قائماً به.


 



[1] قوله: [ونحن لا نتعقّل... إلخ] تشنيع من الشارح على القاضي, حاصله: أنّ ما ذهب إليه هذا المحقّق من كون اللفظ قائماً بذاته تعالى غير مرتّب الأجزاء ولا مؤلّفاً من حروف متعاقبة لا نتعقّله؛ لأنه قاسه على الشاهد ونحن لا نتعقّله في الشاهد, إلاّ على الوجه الذي ذكرناه. كذا يفهم من الحواشي. ١٢

[2] قوله: [التكوين] هو عند الماتريديّة صفة وجوديّة, وعند الأشعريّة صفة اعتباريّة راجعة إلى القدرة والإرادة. ١٢

[3] قوله: [ونحو ذلك] كالإبداع والإثبات, وليست هذه الألفاظ مترادفة, بل متغايرة المفاهيم متّحدة المصداق. ١٢

[4] قوله: [يفسّر بإخراج... إلخ] لم يرد بالإخراج المعنى الإضافيّ الذي هو تعلّق بين المخرج والمخرج؛ إذ لا معنى لكونه صفة أزليّة؛ إذ هو نسبة بينهما لا يتحقّق إلاّ بتحقّقهما, فيكون حادثاً, بل أراد الصفة الحقيقيّة التي هي مبدأ لهذه الإضافة, وكذا في سائر العبارات من الإيجاد وغيره. ١٢ "حاشية السيالكوتي".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388