يكفر من قال بخلق القرآن, أو استحالة الرؤية, أو سبّ الشيخين, أو لعنهما وأمثال ذلك مشكل٠[1]٠. ٠وتصديق الكاهن بما يخبره عن الغيب كفر٠ لقوله عليه السلام: ½من أتى كاهناً فصدّقه بما يقول فقد كفر بِما أنـزل الله تعالى على محمّد¼ عليه السلام, والكاهن هو الذي يخبر عن الكوائن في مستقبل الزمان, ويدّعي معرفة الأسرار ومطالعة علم الغيب٠[2]٠، كان في العرب كهنة يدّعون معرفة الأمور، فمنهم من كان يزعم أنّ له رئياً من الجنّ٠[3]٠, وتابعة٠[4]٠ يلقى إليه الأخبار، ومنهم من كان يزعم أنه يستدرك الأمور بفهم أعطيه، والمنجم إذا ادّعى العلم بالحوادث الآتية فهو مثل الكاهن، وبالجملة العلم بالغيب أمر تفرّد به الله تعالى، لا سبيل إليه للعباد إلاّ بإعلام منه تعالى, أو إلْهام بطريق المعجزة أو الكرامة, أو إرشاد إلى الاستدلال بالأمارات فيما
[1] قوله: [مشكل] ويمكن الجمع بينهما على ما قاله العلاّمة الخيالي من أنّ التكفير مذهب بعض الفقهاء, ولكنّ المحقّقين منهم كالإمام أبي حنيفة والإمام الشافعيّ وغيرهما والمتكلّمين من الأشعريّة والماتريديّة لم يروا إخراجهم من سواد المسلمين, وقالوا: هم فسّاق عصاة ضلال, كذا في "الشفا". ١٢
[2] قوله: [مطالعة علم الغيب] أي: إطّلاعه, و½الغيب¼ هو الخفيّ الذي لا يدركه الحسّ ولا يقتضيه بداهة العقل, وهو قسمان: قسم لا دليل عليه, وهو المعنى بقوله تعالى: ﴿ وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلۡغَيۡبِ لَا يَعۡلَمُهَآ إِلَّا هُوَ ﴾[الأنعام: ٥٩], وقسم: نصب عليه دليل كالصانع وصفاته واليوم الآخر وأحواله, قاله القاضي البيضاويّ. ١٢
[3] قوله: [رَئيّاً من الجنّ] قال في "الصحاح", يقال: ½له رَئيّ من الجنّ¼ أي: مسّ, والمعنى: أنّ له تعلّقاً وقرباً من الجنّ و ½رَئيّ¼ على وزن فعيل . ١٢ "خيالي"
[4] قوله: [تابعة] بالنصب عطف على ½رَئيّا¼ وهو اسم لفريق من الجنّ. ١٢"خيالي"