عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

﴿ أَفَمَن يَخۡلُقُ ٠[1]٠كَمَن لَّا يَخۡلُقُۚ[النحل: ١٧] في مقام التمدّح٠[2]٠ بالخالقيّة، وكونها مناطاً لاستحقاق العبادة. لا يقال: فالقائل بكون العبد خالقاً لأفعاله يكون من المشركين٠[3]٠ دون الموحّدين؛ لأنّا نقول: الاشتراك هو إثبات الشريك في الألوهيّة بمعنى وجوب الوجود، كما للمجوس٠[4]٠، أو بمعنى استحقاق العبادة كما لعبدة الأصنام، والمعتزلة لا يثبتون ذلك٠[5]٠، بل لا يجعلون خالقيّة العبد كخالقيّة الله تعالى، لافتقاره إلى الأسباب والآلات التي هي بخلق الله تعالى إلاّ أنّ مشايخ ½ما وراء النهر¼ قد بالغوا في تضليلهم في


 



[1] قوله: [أفمن يخلق... إلخ] استفهام انكاريّ أي: الذي يخلق ليس كمن لا يخلق. ١٢

[2] قوله: [في مقام التمدّح... إلخ] فلو شاركه أحد في الخالقيّة لَمَّا كان للتمدّح بالخالقيّة معنىً, ولشاركه غيره في استحقاق العبادة, واللازم باطل فالملزوم مثله. ١٢

[3] قوله: [من المشركين] لأنّ قوله: ½زيد خالق لفعله¼ كقوله: ½زيد مستحقّ للعبادة¼ مع أنّ المذهب المحقّق عند المتكلّمين عدم تكفير المعتزلة؛ لأنهم من أهل القبلة. ١٢

[4] قوله: [كما للمجوس] حيث يثبتون خالقَين, أحدهما: خالق الخير وهو الله تعالى, ثانيهما: خالق الشرّ وهو الذي يسمّونه بـ ½أهرمن¼. ١٢

[5] قوله: [لا يثبتون ذلك] يعني: أنّ المعتزلة لا يثبتون الشريك في وجوب الوجود واستحقاق العبادة, ويمنعون كون الخلق مطلقاً مناطاً لاستحقاق العبادة, بل مناطه خلق الجوهر والخلق الذي يكون بلا آلات وأسباب, ويمنعون ورود الآية السابقة أعني: قوله تعالى: ﴿ أَفَمَن يَخۡلُقُ [النحل: ١٧] في مقام المدح. ١٢ "حاشية السيالكوتي".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388