حضرة الدكتور الشاه محمّد أمين البركاتي
صاحب سجادة الزاوية البركاتية مارهره المطهّرة إيته يو بي "الهند"
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمده ونصلّي على رسوله الكريم.أما بعد!
فإنّ الإنسان يستعين بالكلمات والألفاظ للتعبير عن ما في ضميره, ولكنّ عمله هذا لا يحرز النجاح مئة في مئة, وسببه أنّ دلالات الألفاظ لا تكون تامّة أبداً, فإنّها يتدخّل فيها المجاز مع الحقيقة, والكناية مع التصريح, والإجمال مع التفصيل, والإبهام مع الوضوح, فلذلك يحتاج المتن كتابيًّا كان أو لسانيًّا لأن يرفع الإبهام والغموض عنه, ويميّز مجازه عن حقيقته, ويستعرض احتمالاته المعنوية, ويعيّن دلالاته حسب ما يمكن, وللوصول إلى هذه الأهداف المنشودة يتوصّل بالتفسيرات والشروح والحواشي.
إنّ مصدر العلوم الإسلامية ومنبع العلوم الشرعيّة القرآن العظيم والأحاديث النبوية على صاحبها ألف ألف سلام وتحية, كان المسلمون في القرون الهجرية الابتدائية يقبلون على تدوين شتّى العلوم والفنون من التفسير وما يتعلّق به والحديث وما يختصّ به والفقه وما يلحق به, ويمتاز عهد خلفاء بني العبّاس من هذه الناحية خاصّة, فيقال له: ½عهد ذهبي¼ لتدوين العلوم والفنون راج فيه مع العلوم النقلية العلوم العقلية أيضاً من المنطق والفلسفلة وغيرهما, وترجمت فيه أكثر كتب العلوم والفنون من اللغة اليونانية إلى العربية.
وشرع المسلمون تأليف الشروح والتعليقات والحواشي للكتب الأساسية في العلوم الجذرية والفنون الرئيسية بعد ما تَمّ تدوين العلوم الشرعية والأدبية والحكمية والاجتماعية بجهودهم المباركة المتواصلة, تفاصيلها محفوظة في "مفتاح السعادة" لطاش كبرى زاده و"كشاف" اصطلاحات الفنون للشيخ محمّد أعلى.