عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

 

من الحقائق الناصعة أنّ الحواشي على الكتب الدراسية المتقرّرة الرائجة في المدارس الدينية لأهل السنّة والجماعة كانت لأهل السنة بصفه عامّة, وكانوا يعتنون بطبعها ونشرها أيضاً, ثُمّ دخل في هذا المجال العلمي بأواخر القرن التاسع عشر الميلادي بعض غير المسلمين أيضاً, وعلى رأسهم منشي "نول كشور", ومن الظاهر أنهم كانوا يستهدفون به الربح التجاري والنفع المالي لا خدمة الدين, ثُمّ حدثت بعض الطوائف والفرق باسم المسلمين, وأنشأوا ما أنشأوا من المدارس, وشرعوا في هذا العمل أيضاً وقاموا بالظلم والاعتداء بعد كرّ الأيام ومرّ السنين, فطبعوا كثيراً من الكتب الدراسية بحواشيها وتعليقاتها بمحو أسماء المصنفين والمؤلّفين والمحشّين من أهل السنّة والجماعة ليظنّ القرّاء والدراسون أنّ المؤلّفين والمحشّين أيضاً يتّصلون بفرقة الناشر والطابع, وخلال هذه الفترة كتب بعض الحواشي الجديدة على بعض الكتب نقلت فيها العبارات بعينها من حواشي أهل السنّة والجماعة القديمة وشروحهم السابقة بدون إشارة إلى مصادرها وبلا تصريح بمراجعها, وما قاموا بهذا العمل إلاَّ لتحصيل الربح في التجارة واكتساب السمعة في الحياة الدنيا, ولكن بدأ هؤلاء الناشرون المبتدعون الضالّون يعدون عملية السرقة والسمعة والنفعية هذه من خدمات طائفتهم العلمية والدينية وأخذوا يذيعون صيتهم وقاموا بالدعاية أنّ الفضل في تأليف الكتب الدراسية وحواشيها وطبعها ونشرها يعود إلى طائفتهم, وليس لعلماء أهل السنّة والجماعة نصيب من هذا المجال.

لأجل هذه الدعاية الكاذبة المتواصلة طفق كثير من الطلاّب السنيين وعامّة القراء والدارسين يذهبون ضحايا لسوء الفهم, فكانت الحاجّة ماسة إلى أن يكشف قناع التلبيس عن وجوه هؤلاء الناشرين والطابعين, ويوضح أنهم بأيّ مهارة وفطانة ألقوا خدمات أهل السنّة والجماعه في أكياسهم, ولهذا السبب لفتت الزاوية البركاتية بـ"ماهره المقدّسة" والمسؤلون عنها والمتّصلون بها المؤسّسة الرئيسية المركزية البارزة لأهل السنّة والجماعة الجامعة الأشرفية "مبارك فور" إلى هذا العمل الجليل.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388