عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

من يشرب منها فلا يظمأ أبداً¼٠[1]٠، والأحاديث فيه كثيرة. ٠والصراط حقّ٠ وهو جسر ممدود على متن جهنّم٠[2]٠, أدق من الشعر٠[3]٠ و أحدّ من السيف، يعبره أهل الجنّة وتزل به أقدام أهل النار، وأنكره أكثر المعتزلة٠[4]٠؛ لأنه لا يمكن العبور عليه، وإن أمكن فهو تعذيب للمؤمنين، والجواب: أنّ الله تعالى قادر٠[5]٠ على أن يمكن من العبور عليه ويسهّله على المؤمنين، حتى إنّ منهم من يجوزه كالبرق الخاطف, ومنهم كالريح الهابة ومنهم كالجواد المسرع


 



[1]قوله: [فلا يظمأ أبداً] ويجوز أن لا يشربه إلاّ من قدّر له عدم دخول النار, أو لا يعذّب بالظمأ من شربه وإن دخل النار. ١٢ "خيالي"

[2] قوله: [على متن جهنم... إلخ] أوّله في الموقف وآخره في المرج الذي على باب الجنّة. ١٢ "اليواقيت"

[3] قوله: [أدقّ من الشعر... إلخ] هكذا ورد في "صحيح مسلم", وورد أيضاً أنّه يكون على بعض أهل النار أدقّ من الشعر, وعلى بعض مثل الوادي الواسع, وفي رواية: ½ويضرب الصراط بين ظهراني جهنّم وأكون أوّل من يجوز من الرسل بأمّته, ولا يتكلّم يومئذ إلاّ الرسل, وكلام الرسل يومئذ: ½اللّهمّ سلّم سلّم¼, في جهنّم كلاليب مثل شوك السعدان ولا يعلم قدر عظمها إلاّ الله, يخطف الناس بأعمالهم, فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثُمَّ ينجو¼ الحديث. ١٢ "شرح الفقه الأكبر".

[4] قوله: [أكثر المعتزلة] وتردّد قول الجبائي فيه نفياً و إثباتاً, فنفاه تارة وأثبته أخرى, وذهب أبو الهذيل وبشر بن المعتمر إلى جوازه دون الحكم بوقوعه. ١٢ "شرح المواقف".

[5] قوله: [قادر... إلخ] فإنّه ممكن فكما أنّه قادر على أن يسير الطير في الهواء قادر على أن يسير الإنسان على الصراط, بل يقدره على المشي في الهواء, كما روى الشيخان عن أنس رفعه: ½سئل عن الحشر على وجهه, قال: أ ليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادراً على أن يمشيه يوم القيامة¼. ١٢ "نظم"




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388