عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

هي التي توزن¼، فلا إشكال٠[1]٠،وعلى تقدير تسليم٠[2]٠ كون أفعال الله تعالى معلّلة بالأغراض, لعلّ في الوزن حكمة لا نطّلع عليها، وعدم اطّلاعنا على الحكمة لا يوجب العبث. ٠والكتاب٠ المثبت فيه طاعات العباد ومعاصيهم يؤتى للمؤمنين بأيمانهم وللكفّار بشمائلهم و وراء ظهورهم، ٠حقّ٠ لقوله تعالى: ﴿ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا[الإسراء: ١٣]، وقوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِ[٧] فَسَوۡفَ يُحَاسَبُ حِسَابٗا يَسِيرٗا[الانشقاق: ٧-٨]، وسكت عن ذكر الحساب اكتفاء بالكتاب، وأنكره المعتزلة زَعماً منهم أنه عبث، والجواب ما مرّ٠[3]٠. ٠والسؤال حقّ٠٠[4]٠


 



[1] قوله: [فلا إشكال] خلاصته أن يعرف الإنسان أنّ المقصود بوزن الأشياء إنما هو ظهور مقاديرها, وقد جعل لذلك آلات مختلفة كالميزان لمعرفة أثقال الأحمال, والأسطرلاب لمعرفة مقاديرحركات الشمس والكواكب, فكذلك هاهنا المقصود بوزن الأعمال في القيامة هو ظهور مقاديرها لتقابل بأمثالها من الجزاء ثواباً كان أو عقاباً, ونحن نرى في الدنيا آلات وضعت لعرفان مقادير المعاني في الأشياء, كذلك لا يبعد أن يجعل الله تعالى الميزان القسط ليوم القيامة آلة محسوسة صالحة لوزن الأعمال التي هي أعراض, فيعرف بها مقادير الحسنات والسيّئات لأصحابها, فيجازون بمقاديرها من غير عدوان. ١٢ "اليواقيت".

[2] قوله: [وعلى تقدير تسليم... إلخ] جواب عمّا قالت المعتزلة: ½فوزنها عبث¼, حاصل الجواب أنّا لا نسلّم أنّ أفعال الله تعالى معلّلة بالأغراض, حتى يصحّ الحكم بالعبث, وإن سلّم ما قلتم أيّها المعتزلة, فلعلّ في الوزن حكمة لا نطّلع عليها, وعدم اطّلاعنا على الحكمة لايوجب العبث. ١٢

[3] قوله: [ما مرّ] أي: لا نسلّم أنّ أفعال الله تعالى معلّلة بالأغراض, وعلى تقدير التسليم فلعلّ في الكتاب حكمة لم نطّلع عليها. ١٢

[4] قوله: [والسؤال حقّ] في "اليواقيت والجواهر" هذا السؤال عامّ في حقّ كلّ الخلق, حتى الرسل عليهم الصلاة والسلام, قال تعالى: ﴿ يَوۡمَ يَجۡمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبۡتُمۡ﴾الآية[المائدة: ١٠٩], ولكن فرق عظيم بين سؤاله للأنبياء وسؤاله لغيرهم, فإنّ سؤاله للرسل يكون على تقدير النعم على طريق المباسطة, وأمّا سؤاله لغيرهم فيكون في أمور قبيحة نسأل الله اللطف. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388