للبدن الأوّل، وإن سمّي مثل ذلك تناسخاً كان نـزاعاً في مجرّد الاسم، ولا دليل على استحالة إعادة الروح إلى مثل هذا البدن، بل الأدلّة قائمة على حقّيّته سواء سميّ تناسخاً أم لا. ٠والوزن حقّ٠٠[1]٠ لقوله تعالى: ﴿ وَٱلۡوَزۡنُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّ ﴾[الأعراف: ٨] و½الميزان¼ عبارة عمّا يعرف به كيفيّة مقادير الأعمال، والعقل قاصر٠[2]٠ عن إدراك كيفيّته، وأنكرته المعتزلة٠[3]٠؛ لأنّ الأعمال أعراض، وإن أمكن إعادتها لم يمكن وزنها؛ ولأنهّا معلومة لله تعالى, فوزنها عبث. والجواب: أنه قد ورد في الحديث: ½أنّ كتب الأعمال
[1] قوله: [والوزن حقّ] قال الملاّ حسين الحنفيّ في "شرح كتاب الوصية": الميزان حقّ للكفّار والمسلمين, وهو عبارة عمّا يعرف به مقادير الأعمال و توزن به أعمالهم خيراً كان أو شرًّا، و عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما أنّه قال: تكتب الحسنات في صحيفة و توضع في كفّة والسيئات في كفّة أخرى, وقال محمّد بن عليّ الترمذيّ: يوزن العمل من غير رجل, أي: يوزن عمله دون شخصه, فيرى ذلك كالنور والشمس والقمر، وهذا للمسلم، وأمّا عمل الكافر فهو كظلمة الليل, ثُمَّ إنّ العمل وإن كان عرضاً فالله سبحانه وتعالى قادر على أن يصيره بحال يمكن أن يوضع ويرى. ١٢
[2] قوله: [والعقل قاصر... إلخ] ولكن قد كشف الأحاديث عنها, فهو ميزان له لسان وكفّتان, توضع الحسنات في إحديهما والسيّئات في الأخرى, فإن ثقلت الحسنات نجى وإن خفّت هلك، وعن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما قال: عمود الميزان مسيرة خمسين ألف سنة وإحدى كفّتيه من نور والأخرى من ظلمة. ١٢ "ن"
[3] قوله: [وأنكرته المعتزلة... إلخ] قد أجمعوا على نفيه, فمنهم من أحاله عقلاً ومنهم من جوّزه ولم يحكم بثبوته, وحملوا ما ورد في النصوص على التمثيل للفهم تجوّزاً, وأريد به رعاية العدل والإنصاف. ١٢ "نظم".