عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

النصوص القاطعة الناطقة بحشر الأجساد. وأنكره الفلاسفة بناء على امتناع إعادة المعدوم٠[1]٠ بعينه، وهو مع أنه لا دليل لهم٠[2]٠ عليه يعتدّ به, غير مضرّ٠[3]٠ بالمقصود؛ لأنّ مرادنا أنّ الله تعالى يجمع الأجزاء الأصليّة للإنسان ويعيد روحه إليه، سواء سمّي ذلك إعادة المعدوم بعينه أو لم يسمّ٠[4]٠، وبهذا٠[5]٠ يسقط ما قالوا: إنّه لو أكل إنسان إنساناً بحيث صار جزء منه، فتلك الأجزاء إمّا أن تعاد فيهما وهو محال٠[6]٠، أو في أحدهما فلا يكون الآخر


 



[1] قوله: [إعادة المعدوم]  هي جائزة عندنا  وعند مشايخ المعتزلة, لكنّ عندهم المعدوم شيء, وإذا عدم الموجود بقي ذاته المخصوصة, فأمكن لذلك أن يعاد, وعندنا ينتفي بالكلّية مع إمكان الإعادة, خلافاً للفلاسفة والتناسخيّة المنكرين للمعاد الجسماني, وبعض الكراميّة وأبي الحسن البصريّ ومحمود الخوارزميّ من المعتزلة, فإنّ هؤلاء وإن كانوا معترفين بالمعاد الجسماني ينكرون إعادة المعدوم, ويقولون: إعادة الأجسام هي جمع أجزائها المتفرقّة. ١٢ "شرح مواقف".

[2] قوله: [لا دليل لهم] بل كلّ دليل لهم على الامتناع باطل, كما في المطوّلات من "شرح المواقف" وغيره. ١٢

[3] قوله: [غير مضرّ... إلخ] لأنّا لا ندّعي الإيجاد بعد الإعدام, حتى يضرّنا امتناع إعادة المعدوم, قال العلاّمة الخيالي: ذهب البعض إلى إعادة الأجزاء الأصليّة بعد إعدامها؛ لقوله تعالى: ﴿كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَه﴾[القصص: ٨٨], وأجيب: بأنّ هلاك الشيء خروجه عن صفاته المطلوبة منه, والمطلوب بالجواهر الفردة انضمام بعضها إلى بعض؛ ليحصل الجسم المطلوب بالمركّبات خواصّها وآثارها, فالتفريق إهلاك للكلّ. ١٢

[4] قوله: [أو لم يسمّ] أي: ليس هذا الجمع والإعادة من قبيل إعادة المعدوم وإن سمّيتموه بها. ١٢

[5] قوله: [وبهذا] أي: بما ذكرنا من أنّ المراد بالبعث هو جمع الأجزاء الأصليّة .١٢

[6] قوله: [وهو محال] لأنّ الجزء الواحد بعينه لا يكون في آن واحد موجوداً في مكانين بالبداهة. ١٢ "ن"




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388