عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

مِمَّا هو متوسّط بين أمور الدنيا والآخرة أفردها بالذكر, ثُمَّ اشتغل ببيان حقّيّة الحشر وتفاصيل ما يتعلّق بأمور الآخرة، ودليل الكلّ أنها أمور ممكنة أخبر بها الصادق, ونطق بها الكتاب والسنّة فتكون ثابتة، وصرّح بحقّيّة كلّ منها٠[1]٠ تحقيقاً وتاكيداً واعتناءً بشأنه فقال: ٠والبعث٠ وهو أن يبعث الله تعالى الموتى من القبور, بأن يجمع أجزاءهم الأصليّة٠[2]٠ ويعيد الأرواح إليها ٠حقّ٠٠[3]٠ لقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تُبۡعَثُونَ[المؤمنون: ١٦]، وقوله تعالى: ﴿ قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖ[يس: ٧٩] إلى غير ذلك من


 



[1] قوله: [بحقّيّة كلّ منها... إلخ] أي: صرّح المصنّف بحقّيّة كلّ من البعث والوزن و العتاب وغيره عليحدة, مع أنّه كان يكفيه أن يقول: ½البعث والوزن والكتاب والحوض والجنة والنار حقّ¼. ١٢

[2] قوله: [أجزائهم الأصليّة] وهي الباقية من أوّل العمر إلى آخره, واختلف فيها فقيل: هي الأجزاء التي تعلّق بها الروح أوّلاً, وقيل: هي المتكوّنة من المنيّ, وقيل: التراب الذي يعجنه الملك بالمنيّ, و في الحديث ½ما من مولود إلاّ و قد ذرّ عليه من تراب حفرته¼, وقيل: هي التي كانت موجودة في الشخص قبل أن يغتذي, ويقابلها الأجزاء الفضليّة الحاصلة بالغذاء, وهو الظاهر من كلام الشارح، كذا في "النبراس". ١٢

[3] قوله: [حقّ] قد أجمع أهل الملل والشرائع عن آخرهم على جوازه ووقوعه, وشهد به نصوص القرآن في المواضع المتعدّدة بحيث لا تقبل التأويل, و تواتر ذلك عن الأنبياء عليهم السلام, وهو أصل أصول الملّة, ولذا قرن الإيمان به بالإيمان بالله تعالى ورسوله صلّى الله تعالى عليه وسلّم, ويكفر من أنكره. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388