النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ½استنـزهوا عن البول فإنّ عامّة عذاب القبر منه¼, وقال الله تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ ﴾[إبراهيم: ٢٧] نـزلت في عذاب القبر٠[1]٠، إذا قيل له: من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول: ربّي الله وديني الإسلام ونبيّي محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وقال عليه السلام: ½إذا أقبر الميّت أتاه ملكان أسودان٠[2]٠ أزرقان٠[3]٠، يقال لأحدهما: منكر، والآخر: نكير¼ إلى آخر الحديث، وقال عليه السلام: ½القبر روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النيران¼، وبالجملة الأحاديث في هذا المعنى وفي كثير من أحوال الآخرة متواترة المعنى وإن لم يبلغ آحادها حدّ التواتر، وأنكر عذاب القبر بعض المعتزلة٠[4]٠ والروافض؛ لأنّ الميّت
[1] قوله: [نزلت في عذاب القبر... إلخ] أخرجه الشيخان والترمذيّ ولفظه من حديث البرّاء بن عازب, رفعه في قوله: ﴿ يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ ﴾... إلخ[إبراهيم: ٢٧], قال: في القبر إذا قيل له: من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبّيك؟ وقال: هذا حديث حسن صحيح, وأخرجه أحمد والبزّار في مسنديهما, والبيهقيّ بسند صحيح من حديث الخدريّ, وابن أبي شيبة في مصنّفه, وابن حبّان في صحيحه, والحاكم في مستدركه من حديث أبي هريرة. ١٢"نظم الفرائد".
[2] قوله: [أسودان] منظرهما. ١٢ "مرقاة".
[3] قوله: [أزرقان] أعينهما, إنما يبعثهما الله على هذه الصفة لما في السواد وزرقة العين من الهول والوحشة, ويكون خوفها على الكفّار أشدّ ليتحيّروا في الجواب، و أمّا المؤمنون فلهم في ذلك ابتلاء فيثبّتهم الله فلا يخافون, ويأمنون جزاء لخوفهم منه في الدنيا. ١٢ "مرقاة".
[4] قوله: [بعض المعتزلة... إلخ] وهم ضرار بن عمرو وبشر المريسيّ, وأكثر المتأخّرين منهم, وأنكر الجبّائيّ وابنه والبلخيّ تسمية الملكين منكراً ونكيراً, قالوا: إنّما المنكر ما يصدر عن الكافر عند تلجلجه إذا سئل, والنكير إنما هو تقريع الملكين له, وهو خلاف ظاهر الحديث, كذا في "الدوانيّ على العقائد". ١٢