عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

المؤمنين٠٠[1]٠ خصّ البعض؛ لأنّ منهم من لا يريد الله تعالى٠[2]٠ تعذيبه فلا يعذّب، ٠وتنعيم أهل الطاعة في القبر٠ بِمَا يعلمه الله تعالى ويريده. وهذا أولى٠[3]٠ مِمَّا وقع في عامّة الكتب من الاقتصار على إثبات عذاب القبر دون تنعيمه, بناء على٠[4]٠ أنّ النصوص الواردة فيه أكثر وعلى أن عامّة أهل القبور كفّار وعصاة، فالتعذيب بالذكر أجدر، ٠وسؤال منكر ونكير٠٠[5]٠ وهما ملكان


 



[1] قوله: [عصاة المؤمنين] قال في "بحر الكلام": المؤمن على وجهين, إن كان مطيعاً لا يكون له عذاب القبر ويكون له ضغطة, وإن كان عاصياً يكون له عذاب القبر وضغطة القبر, لكن ينقطع عنه عذاب القبر يوم الجمعة و ليلتها, ثُمَّ لا يعود العذاب إلى يوم القيامة, و إن مات يوم الجمعة أو ليلتها يكون له العذاب ساعة واحدة, و ضغطة القبر, ثُمَّ ينقطع عنه العذاب ولا يعود إلى يوم القيامة, نقله في "الجوهرة المنيفة"، قلت: لا يخفى أنّ ضغطة القبر للمؤمن على هيئة معانقة الأمّ الشفيقة إذا قدم عليها ولدها من السفرة العميقة, ويدلّ عليه ما روي عن النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم: أنّه قال لعائشة رضي الله تعالى عنها: ½كيف حالك عند ضغطة القبر وسؤال منكر ونكير, ثُمَّ قال: يا حميراء! إنّ ضغطة القبر للمؤمن كغمز الأمّ رِجل ولدها, وسؤال منكر ونكير للمؤمن كالإثمد للعين إذا رمدت¼, كذا في "شرح الفقه الأكبر" للملاّ عليّ القاري. ١٢

[2] قوله: [من لا يريد الله تعالى... إلخ] كالمتوفى يوم الجمعة أو ليلتها أو في رمضان وغيرهم ممن وردت لهم الأحاديث, "المستند المعتمد". ١٢

[3] قوله: [أولى... إلخ] لأنّ المختلف فيه كلاهما, والنصوص واردة بهما, وعلى ذلك الاقتصار على أحد القسمين في موقع البيان قد يوهم نفي القسم الآخر, والتنعّم حال الأنبياء عليهم السلام, والصالحين فلا ينبغي ترك ذكره. ١٢

[4] قوله: [بناء على... إلخ] دليل الاقتصار على إثبات عذاب القبر. ١٢

[5] قوله: [منكر ونكير] ½المنكر¼ بفتح العين و½النكير¼ كلاهما بمعنى: غير المعروف, سمّيا به؛ لأنّ لهما عليهما الصلاة والسلام صورة لم يعهدها الإنسان, قط، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وقيل: الذان يأتيان الصلحاء أو من رحم الله من عباده يسمّيان مبشّراً وبشيراً, هذا في "المستند المعتمد", وقال الإمام الشعرانيّ في "اليواقيت" ما نصّه: كان الشيخ تقيّ الدين بن أبي المنصور يقول: إذا جاء الإنسان منكر ونكير لا يجيئان إلاّ متشكّلين لكلّ إنسان بشاكلة عمله وعلمه واعتقاده, والله تعالى أعلم. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388