عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

والأظهر أنّ٠[1]٠ ما عدا الأكوان لا يعرض إلاّ الأجسام٠[2]٠. فإذا تقررّ أنّ العالم أعيان وأعراض، والأعيان أجسام وجواهر، فنقول: الكلّ حادث، أمّا الأعراض فبعضها بالمشاهدة كالحركة بعد السكون والضوء بعد الظلمة والسواد بعد البياض، وبعضها بالدليل وهو طريان العدم كما في أضداد ذلك، فإنّ القدم ينافي العدم؛ لأنّ القديم إن كان واجباً لذاته فظاهر٠[3]٠ وإلاّ٠[4]٠ لزم استناده إليه بطريق الإيجاب٠[5]٠؛ إذ الصادر من الشيء بالقصد والاختيار


 



[1] قوله: [الأظهر أنّ... إلخ] ظاهركلام المصنّف أنّ جميع أنواع الأعراض كما يحدث في الأجسام يحدث في الجواهر الفردة على ما قدّمه سابقاً, إلاّ أنّ الأظهر أنّ ما عدا الأكوان لا يعرض إلاّ الأجسام. ١٢

[2] قوله: [إلاّ الأجسام] المذكور في "شرح التجريد" أنّ الأعراض المحسوسة لا تحتاج إلى أكثر من جوهر بمعنى: أنه يمكن وجودها في جوهر واحد؛ إذ وجودها غير مشروط بالمزاج والتركيب عندنا, خلافاً للفلاسفة. وما ذكره الشارح هاهنا من أنّ ما عدا الأكوان من الأعراض لا يوجد في غير الأجسام بمعنى: أنه لم يجر عادته تعالى بخلقه في غيرها, وإن كان ممكناً فلا منافاة بينهما؛ لأنّ كلام شارح "التجريد" في الإمكان, وكلام الشارح في الوقوع. ١٢ "ع ح".

[3] قوله: [فظاهر] أي: كونه منافياً للعدم. ١٢

[4] قوله: [وإلاّ] أي: وإن لم يكن واجباً لذاته، بل واجباً لغيره. ١٢

[5] قوله: [بطريق الإيجاب] أي: لا بالاختيار حتى يكون المستند إلى الواجب بالاختيار حادثاً بالذات. ١٢ "ر"




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388