عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

تعالى: ﴿ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡ[غافر: ٦٠] ولقوله عليه السلام: ½يستجاب الدعاء للعبد ما لَم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل¼ ولقوله عليه السلام: ½إنّ ربّكم حيّ كريم يستحيي من عبده٠[1]٠ إذا رفع يديه إليه أن يردّهما صفرا¼. واعلم أنّ العمدة في ذلك صدق النيّة, وخلوص الطويّة وحضور القلب لقوله عليه السلام: ½ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنّ الله تعالى لا يستجيب الدعاء من قلب غافل لاهٍ¼. واختلف المشايخ في أنه هل يجوز أن يقال: يستجاب دعاء الكافر، فمنعه الجمهور لقوله تعالى: ﴿ وَمَا دُعَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ ٠[2]٠ [الرعد: ١٤]؛ ولأنه لا يدعو الله تعالى؛ لأنه لا يعرفه، وإن أقرَّ به فلَمَّا وصفه بما لا يليق به فقد نقض إقراره، وما روي في الحديث من أنّ دعوة المظلوم وإن كان كافراً تستجاب فمحمول على كفران النعمة، وجوّزه بعضهم لقوله تعالى حكاية عن إبليس: ﴿ رَبِّ أَنظِرۡنِي[الأعراف: ١٤٣] فقال الله تعالى: ﴿ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِينَ [الأعراف: ١٥] هذه إجابة٠[3]٠، وإليه ذهب أبو القاسم الحكيم


 



[1] قوله: [يستحيي من عبده] و½الحياء¼ انقباض النفس عن القبح مخافة الذمّ, وإذا وصف به الباري تعالى كما جاء في الحديث فالمراد به الترك اللازم للانقباض, كما أنّ المراد من رحمته وغضبه إصابة المعروف والمكروه اللازمين لمعنيهما, قاله القاضي البيضاويّ. ١٢

[2] قوله: [إلاّ في ضلال] أي: في ضياع وخسار لا منفعة فيه. ١٢ "شرح الفقه الأكبر".

[3] قوله: [هذه إجابة] قال العلاّمة الخيالي: فيه بحث لجواز أن يكون إخبار عن كونه من المنظرين في قضاء الله السابق دعاه أو لم يدع, وقيل: يستجاب دعاء الكفافرين في أمور الدنيا ولا يستجاب في أمور الآخرة, وبه يحصل التوفيق بين الآية والحديث, انتهى. و هو المختار للعلاّمة القاري في "شرح الفقه الأكبر". ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388