لقوله عليه السلام: ½إنّ الله يدني المؤمن٠[1]٠ فيضع عليه كنفه٠[2]٠ ويستره¼، فيقول: ½أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا¼، فيقول: ½نعم! أي ربّ¼، حتّى إذا قرّره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال: ½سترتُها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم¼، فيعطى كتاب حسناته، وأمّا الكفّار والمنافقون فينادى بهم على رؤس الخلائق: ½هؤلاء الذين كذبوا على ربهّم ألا لعنة الله على الظالمين¼. ٠والحوض حقّ٠ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ ﴾٠[3]٠ [الكوثر: ١]، ولقوله عليه السلام: ½حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء، ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك٠[4]٠ وكيزانه أكثر من نجوم السماء،
[1]قوله: [يدني المؤمن] أي: يقرّبه قرباً معنويًّا ومنـزليًّا لا مكانيًّا لتنـزهه سبحانه وتعالى عن المكان. ١٢
[2]قوله: [كنفه] أي: رحمته وستره وحفظه, مستعار من كنف الطائر وهو جناحه, من عادة الطير ستر الفراخ بالجناح. ١٢ كذا يفهم من "النبراس".١٢
[3]قوله: [الكوثر] قال الملاّ عليّ القاري في "شرح الفقه الأكبر": فسّره الجمهور بحوضه أو نهره ولا تنافي بينهما؛ لأنّ نهره في الجنّة وحوضه في موقف القيامة على خلاف في أنّه قبل الصراط أوبعده وهو الأقرب والأنسب, وقال القرطبيّ: وهما حوضان أحدهما قبل الصراط وقبل الميزان على الأصحّ, فإنّ الناس يخرجون عطاشاً من قبورهم فيرونهم قبل الميزان والصراط, والثاني في الجنّة وكلاهما حوضان, انتهى. ١٢
[4]قوله: [أطيب من المسك] ويجوز أن يكون له طعم لذيذ فيتلذّذ بريحه وطعمه عند الشرب الثاني إن وقع. ١٢ "خيالي"