إلى غير ذلك مِمَّا ورد في الحديث. ٠والجنّة حقّ٠[1]٠ والنار حقّ٠؛ لأنّ الآيات والأحاديث الواردة في إثباتهما أشهر من أن تخفى أكثر من أن تحصى تمسّك المنكرون٠[2]٠ بأنّ الجنّة موصوفة بأنّ عرضها كعرض السموات والأرض، وهذا في عالم العناصر محال٠[3]٠, وفي عالم الأفلاك أو في عالم آخر خارج عنه مستلزم لجواز الخرق٠[4]٠ والالتيام وهو باطل. قلنا: هذا مبنيّ على أصلكم الفاسد، وقد تكلّمنا عليه٠[5]٠ في موضعه. ٠وهما٠ أي: الجنّة والنار
[1] قوله: [الجنّة حقّ... إلخ] قال في "بحرالكلام": خلق الله الجنّة فوق سبع سموات لا في السموات, وكيف يقال: بأنهّا في السموات وهي ألف ألف مرّة مثل السموات, قال الله تعالى: ﴿ عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ [14] عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ﴾[النحم: ١٤], والسدرة فوق سبع سموات, وكذلك جهنّم تحت الأرض السابعة، قال الله تعالى: ﴿ كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ﴾[المطففين: ٧], والسجّين تحت الأرض السابعة, كذا في "الجوهرة المنيفة", وقال الملاّ عليّ القاري عن "شرح المقاصد" بالوقف في حقّهما حيث لايعلمه إلاّ الله. ١٢
[2] قوله: [المنكرون... إلخ] إنكارهما مطلقاً لا يتصوّر من المسلم, إذ يمكن الجمع بين الإيمان بما جاء به النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم وبين إنكار وجودهما مطلقاً, وكذا اعتقاد امتناع الخرق والالتيام, كإنكار الحشر الجسمانيّ الذي هو منافٍ للإسلام. ١٢
[3] قوله: [محال] لأنّه قول بالتناسخ؛ لأنّ النفوس تعلّقت حينئذ بأبدان موجودة في العناصر بعد أن فارقت أبدانها, قاله في "شرح المواقف"؛ ولأنّ ما كان عرضه كعرض السموات والأرض لا يسعه عالم العناصر لضيقه. ١٢
[4] قوله: [مستلزم لجواز الخرق... إلخ] لأنّ المكلّفين هم في جوف فلك القمر, والجنّة خارجة عنه,
فوصولهم إليها مستلزم لخرق بعض الأفلاك إن كانت الجنّة في الأفلاك ولخرق جميع الأفلاك إن كانت خارجة عن الأفلاك. ١٢ "ن"
[5] قوله: [قد تكلّمنا عليه... إلخ] في الكتب المبسوطة, وقد ردّ على مثل هذه المعتقدات الفاسدة سيّدنا الإمام أحمد رضا خان البريلويّ قدّس سرّه في مختلف رسائله. ١٢