ولو سلّم٠[1]٠ فقصّة آدم عليه السلام تبقى سالمة٠[2]٠ عن المعارضة، قالوا٠[3]٠: لو كانتا٠[4]٠ موجودتين الآن لَمَا جاز هلاك أكل الجنّة، لقوله تعالى: ﴿ أُكُلُهَا دَآئِمٞ﴾ [الرعد: ٣٥]، لكن اللازم باطل لقوله تعالى: ﴿كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَه﴾ [القصص: ٨٨] فكذا الملزوم، قلنا٠[5]٠: لا خفاء في أنه لا يمكن دوام٠[6]٠ أكل الجنّة بعينه، وإنما المراد بالدوام أنه إذا فني منه شيء جيء ببدله، وهذا لا ينافي الهلاك لحظة على أنّ الهلاك٠[7]٠ لا
[1]قوله: [لو سلّم... إلخ] أي: لو سلّم أنّ المضارع للاستقبال حتى يصحّ معارضتكم به لاستدلالنا بلفظ الماضي. ١٢
[2]قوله: [تبقى سالمة... إلخ] أي: الاستدلال بلفظي الماضي والمضارع, كلاهما ظنيّ, وقصة آدم عليه السلام قطعيّة, ولا يصحّ معارضة القطعيّ بالظنيّ. ١٢
[3]قوله: [قالوا... إلخ] أي: المعتزلة وهذا الدليل لأبي هاشم المعتزلي, كما في "المواقف". ١٢
[4]قوله: [لو كانتا... إلخ] حاصله أنّ الله تعالى قد قال في وصف الجنّة: ﴿ أُكُلُهَا دَآئِمٞ﴾[الرعد: ٣٥] فلوكانت الجنّة موجودة الآن لزم أن يكون أكلها دائماً، واللازم باطل لقوله تعالى: ﴿كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌإِلاَّ وَجْهَهُ﴾[القصص: ٨٨] لاندراج الأكل في الشيء الذي حكم عليه بالهلاك, فالملزوم مثله. ١٢
[5]قوله: [قلنا... إلخ] حاصل جواب الشارح أنّ المراد بالدوام الدوام العرفيّ وهو عدم طريان العدم زماناً يعتدّ به, وهذا لا ينافي طريان العدم عليه وانقطاعه لحظة. ١٢ "حاشية السيالكوتي".
[6]قوله: [لا يمكن دوام... إلخ] لأنّه إذا أكل فقد فني, فعلم أنّ الآية متروكة الظاهر وليس المراد منها أن يدوم كلّ فرد من الأكل بعينه. ١٢
[7]قوله: [على أنّ الهلاك... إلخ] جواب ثانٍ حاصله أنّ دوام أكل الجنّة لا ينافي هلاكه، فإنّ المراد من الهلاك الخروج عن الانتفاع المقصود به وهو معنى تحليل التركيب, فيجوز أن تفسد صورة الأكل بتفريق الأجزاء دون إعدامها بحيث لا يصلح للأكل ولا يفسد مادّته فيكون الأكل دائماً مع هلاك صورته في آن. ١٢