اليقين، والقاصد إلى إفساد عقائد المسلمين، والخائض فيما لا يفتقر إليه من غوامض المتفلسفين٠[1]٠, وإلاّ فكيف يتصوّر المنع عمَّا هو أصل الواجبات وأساس المشروعات، ثُـمّ لَمَّا كان٠[2]٠ مبنى علم الكلام على الاستدلال بوجود المحدثات على وجود الصانع وتوحيده وصفاته وأفعاله، ثُمّ الانتقال منها٠[3]٠ إلى سائر السمعيّات٠[4]٠، ناسب تصدير الكتاب بالتنبيه على وجود ما يشاهد من الأعيان والأعراض، وتحقّق العلم بها ليتوصّل بذلك إلى معرفة ما هو المقصود الأهمّ، فقال: ٠قال أهْل الحقّ٠٠[5]٠ وهو الحكم
[1] قوله: [غوامض المتفلسفين] كالبحث عن كيفيّة وجود الباري تعالى وكيفيّة تعلّق القدرة بالمعدومات والبحث عن الأمور العامّة. ١٢
[2] قوله: [لَمَّا كان] إشارة إلى جواب سؤال مقدّر حاصله: أنّ المقصود الأهمّ من علم الكلام معرفة صفات الله تعالى, الثبوتيّة والسلبيّة, وأفعاله في الدنيا والآخرة وسائر المعلومات السمعيّة الكلاميّة، فكان ينبغي أن يصدر الكتاب بهذه الأمور. ١٢
[3] قوله: [منها] أي: من وجود الصانع وتوحيده وصفاته وأفعاله. ١٢
[4] قوله: [سائر السمعيّات] كما يستدلّ بالمعجزة, وهي فعله تعالى على إرساله الرسل, وبه إلى سائر السمعيّات كسؤال منكر ونكير وعذاب القبر والصراط والميزان وأحوال الجنّة والنار إلى غير ذلك. ١٢ "رمضان آفندي".
[5] قوله: [قال أهل الحقّ] الظاهر أنّ المقول مجموع ما في الكتاب، فالمراد بـ½أهل الحقّ¼ أهل السنّة والجماعة, وإن خصّ بقوله: ½حقائق الأشياء ثابتة¼، فالمراد منه أهل الحقّ في هذه المسئلة, وهم ما عدا السوفسطائيّة عن آخرهم, ويحتمل أن يراد أهل الحقّ في جميع المسائل وهم أهل السنّة والجماعة وتخصيصهم بالذكر اعتداد بهم فكأنهم هم القائلون. ١٢ "خيالي".