عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

واشتغل هو ومن تبعه بإبطال رأي المعتزلة, وإثبات ما ورد به السنّة, ومضى عليه الجماعة، فسمّوا بـ½أهل السنّة٠[1]٠ والجماعة¼، ثُمّ لَمّا نقلت٠[2]٠ الفلسفة عن اليونانيّة إلى العربيّة, وخاض فيها الإسلاميّون, وحاولوا الردّ على الفلاسفة فيما خالفوا فيه الشريعة، فخَلَطُوا بـ½الكلام¼ كثيراً من الفلسفة ليحقّقوا مقاصدها، فيتمكّنوا من إبطالها، وهلمَّ٠[3]٠ جرًّا إلى أن أدرجوا فيه معظّم الطبعيّات٠[4]٠ والإلهيّات٠[5]٠،


 



[1] قوله: [بأهل السنّة] ويسمّون ½الأشعريّة¼ و½الأشاعرة¼, وأكثر المتكلّمين من أهل السنّة على مذهبهم, ونشأ في بلاد "ما وراء النهر" أيِمّة عظام لا يحصى عددهم على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة رحمه الله تعالى, ومقتداهم في الكلام هو الإمام علم الهدى أبو منصور المأتريدي رحمه الله تعالى وهم يسمّون ½المأتريديّة¼, ويخالفون الأشعريّة في بعض المسائل، كما سيأتي إن شاء الله تعالى، كذا في "النبراس". ١٢

[2] قوله: [لَمَّا نقلت] وأوّل من نقلها خالد بن يزيد بن معاوية, وكان عارفاً بالطبّ والكيمياء,  ثُمّ كان

أكثر نقلها في زمن المامون العبّاسيّ, ومن أعظم الناقلين حسين بن إسحاق. ١٢ "نبراس".

[3] قوله: [هلمّ جرًّا] هو مصدر ½جرّ يجرّ¼ بمعنى: جذب، و½هلمّ¼ بفتح الميم أي: أحضر, وهو اسم فعل لا يتصرّف عند أهل الحجاز, وفعل يؤنّث ويجمع عند بني تميم, وأصله عند البصريّن ½هالم¼ من ½لم¼, إذا قصد حذف الألف, وعند الكوفيّين ½هل أم¼, فحذفت الهمزة بإلقاء حركتها على اللام, وهو بعيد؛ لأنّ هل لا تدخل على الأمر فيكون متعدّيا كما في قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُم﴾[الأنعام: ١٥٠] ولازما كقوله تعالى: ﴿هَلُمَّ إِلَيْنَا﴾[الأحزاب: ١٨] كذا في "رمضان آفندي". ١٢

[4] قوله: [الطبعيّات] علم الطبعيّات هو علم يبحث فيه عن أحوال أمور تفتقر في وجودها الخارجيّ والذهنيّ إلى المادّة كالإنسان والعناصر والأفلاك. ١٢

[5] قوله: [الإلهيّات] علم الإلهيّات علم يبحث فيه عن أحوال أمور لا تفتقر في الوجودَين إلى المادّة, كالعلم بأنّ الواجب سبحانه وتعالى عالم قادر, والعلم بأنّ الموجود من المفهومات العقليّة. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388