رضوان الله عليهم أجمعين في باب العقائد؛ وذلك لأنّ رئيسهم واصل بن عطاء اعتزل عن مجلس الحسن البصريّ رحمه الله يقرّر أنّ من ارتكب الكبيرة ليس بمؤمن ولا كافر, ويثبت المنـزلة٠[1]٠ بين المنـزلتَين، فقال الحسن: ½قد اعتزل عنَّا¼، فسمّوا٠[2]٠ المعتزلة، وهم سَمَّوا أنفسهم ½أصحاب العدل والتوحيد¼، لقولهم بوجوب٠[3]٠ ثواب المطيع وعقاب العاصي على الله تعالى, ونفي٠[4]٠ الصفات القديمة عنه، ثُمّ أنهم توغّلوا في علم الكلام, وتشبَّثوا بأذيال الفلاسفة في كثير من الأصول والأحكام، وشاع مذهبهم فيما
[1] قوله: [المنـزلة بين المنـزلتين] أي: الواسطة بين الإيمان والكفر, هذا القول منهم بناء على جعلهم الأعمال أي: الإتيان بالواجبات وترك المنهيّات جزء من حقيقة الإيمان, والكفر عبارة عن التكذيب, فمرتكب الكبيرة عندهم ليس بمؤمن لعدم جزئه أعني: ترك المنهيّات, وليس بكافر لكونه مصدّقاً بِمَا جاء به النبيّ عليه السلام، فيكون واسطةً بين الإيمان والكفر عندهم وهي الفسق، كذا في "حاشية عبد الحكيم". ١٢
[2] قوله: [فسمّوا المعتزلة] يظهر منه أنّ تسمية هذه الفرقة بهذا الاسم لقول الحسن رضي الله تعالى عنه, ويؤيّده ما في "شرح المواقف" نصّه، فقال الحسن: قد اعتزل عنّا واصل فلذلك سمّي هو وأصحابه ½معتزلة¼. ١٢
[3] قوله: [بوجوب ثواب... إلخ] هذا وجه لقولهم: ½أصحاب العدل¼, وأمّا أهل السنّة فهم يقولون: لا يجب على الله شيء, وإنما ثواب المطيع منه تفضّل وإحسان, وعقاب العاصي عدل, ولو انعكس الأمر لم يقبح منه. ١٢
[4] قوله: [نفي الصفات] وجه لقولهم: ½أصحاب التوحيد¼، قال الشيخ رمضان: الحقّ عدلهم يبطل توحيدهم, فإنّ أفعال المخلوقات إذا كانت بخلقهم كانوا له تعالى شركاء في الخلق فلم يبق التوحيد الحقيقيّ. ١٢