الكلام على وفق الحديث، حيث قال عليه السلام: ½القرآن كلام الله تعالى٠[1]٠ غير مخلوق، ومن قال: إنّه مخلوق فهو كافر بالله العظيم¼٠[2]٠، وتنصيصاً على محلّ الخلاف بالعبارة المشهورة فيما بين الفريقين٠[3]٠، وهو أنّ القرآن مخلوق أو غير مخلوق، ولهذا تترجم هذة المسألة٠[4]٠ بمسألة خلق القرآن. وتحقيق الخلاف بيننا وبينهم يرجع إلى إثبات الكلام النفسيّ ونفيه، وإلاّ فنحن لا نقول بقدم الألفاظ والحروف، وهم لا يقولون بحدوث،
[1]قوله: [القرآن كلام الله تعالى... إلخ] أخرجه ابن عديّ في كامله من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه, وذكره ابن الجوزيّ في "الموضوعات", ورواه الديلميّ في مسنده, وقال السخاويّ وشيخه ابن حجر العسقلانيّ: هو بجميع طرقه باطل, نقله ابن الربيع في "التمييز", وقال الصغانيّ باطل. وفي خلاصة الطيـبيّ موضوع, لكن روي نحوه موقوفاً عن عليّ وابن مسعود وابن عبّاس من الصحابة, وعمرو بن دينار وابن عيينة وغيرهما. ١٢ "نظم الفرائد".
[2]قوله: [فهو كافر بالله العظيم] قال الملاّ عليّ القاري عليه رحمة الباري: اعلم أنّ ما جاء في كلام الإمام الأعظم وغيره من علماء الأنام من تكفير القائل بخلق القرآن محمول على كفران النعمة, لا كفران الخروج من الملّة, بخلاف المعتزلة في هذه المسئلة, بل التحقيق أنّ لا نزاع في هذه القضيّة؛ إذ لا خلاف لأهل السنّة في حدوث الكلام اللفظيّ, ولا نزاع للمعتزلة في قدم الكلام النفسيّ لو ثبت عندهم بالدليل القطعيّ، وأمّا حديث من قال: ½إنّ القرآن مخلوق فقد كفر¼, فغير ثابت مع أنه من الأحاد وقابل للتأويل, ومع هذا لا يجوز لأحد أن يقول: القرآن اللفظيّ مخلوق لِمَا فيه من الإيهام المؤدّي إلى الكفر وإن كان صحيحاً في نفس الأمر, باعتبار بعض إطلاق القرآن. ١٢ "شرح الفقه الأكبر".