الكلام النفسيّ٠[1]٠. ودليلنا ما مرّ أنه ثبت بالإجماع وتواتر النقل عن الأنبياء أنه متكلّم، ولا معنى له سوى أن متّصف بالكلام٠[2]٠ ويمتنع قيام اللفظيّ الحادث بذاته تعالى، فتعيّن النفسيّ القديم. وأمّا استدلالهم بأنّ القرآن متّصف بما هو من صفات المخلوق وسمات الحدوث من التأليف٠[3]٠والتنظيم والإنـزال والتنـزيل وكونه عربيّاً مسموعاً فصيحاً معجزاً إلى غير ذلك٠[4]٠، فإنما يكون حجّة على الحنابلة٠[5]٠ لا علينا؛ لأنّا قائلون بحدوث النظم٠[6]٠
[1]قوله: [بحدوث الكلام النفسيّ] بل ينكرون وجوده, ولو ثبت عندهم لقالوا بقدمه مثل ما قلنا, فصار محلّ البحث هو أنّ النفسيّ ثابت أم لا. ١٢ "نبراس"
[2]قوله: [متّصف بالكلام] أي: الكلام النفسيّ؛ لأنّ صدق المشتقّ على شيء يستلزم ثبوت مأخذ الاشتقاق له, ومعلوم أنّ قيام اللفظيّ الحادث بذاته تعالى محال, فتعيّن أنّ الصفة القائمة بذاته تعالى هو الكلام النفسيّ. ١٢
[3]قوله: [من التأليف... إلخ] وكون التاليف والتنظيم من سمات الحدوث, بناء على أنهّا تستدعي التوقّف على الأجزاء, فيكون محتاجاً حادثاً، والإنزال والتنـزيل يوجب الانتقال من مكان عال إلى سافل, والمكانيّ حادث, وكونه عربيّاً يوجب كونه من موضوعات العرب, وكونه فصيحاً يوجب أن يكون كثير الاستعمال, والمسموع هو الصوت, وكونه معجزاً يستلزم أن يحدث عنده التحدّي, كذا في عامّة الحواشي. ١٢
[4]قوله: [إلى غير ذلك] من كونه ذكراً محدثاً ومجعولاً وكائناً في اللوح المحفوظ ونحو ذلك, كذا في بعض الحواشي. ١٢
[5]قوله: [على الحنابلة] القائلين بأنّ كلامه تعالى حرف وصوت, يقومان بذاته, وإنّه قديم. ١٢
[6]قوله: [بحدوث النظم] قد قدّمنا عن "شرح الفقه الأكبر" أنه لا يجوز لأحد أن يقول: القرآن اللفظيّ مخلوق لِمَا فيه من الإيهام المؤدّي إلى الكفر. ١٢