ينحلّ٠[1]٠ما يقال: إنّ الإيمان إذا كان عبارة عن التصديق والإقرار ينبغي أن لا يصير المقرّ المصدّق كافراً بشيء من أفعال الكفر وألفاظه ما لم يتحقّق منه التكذيب أو الشكّ الثاني: الآيات والأحاديث الناطقة بإطلاق المؤمن على العاصي، كقوله تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَى ﴾[البقرة: ١٧٨]، وقوله تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا ﴾٠[2]٠ [التحريم: ٨]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِن طَآئِفَتَانِمِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ ﴾[الحجرات: ٩] الآية، وهي كثيرة، الثالث: إجماع الأمّة من عصر النبيّ عليه السلام إلى يومنا هذا بالصلاة على من مات من أهل القبلة٠[3]٠ من
[1]قوله: [ينحلّ] وجه الحلّ أنّا حكمنا بالكفر؛ لأنّ الشارع جعل تلك المعاصي أمارة للتكذيب. قال القاضي عياض في "الشفا": نكفّر بكلّ فعل أجمع المسلمون على أنّه لا يصدر إلاّ من كافر وإن كان صاحبه مصرّحاً بالإسلام, كالسجود للصنم أو الشمس أو القمر أو النار. ١٢
[2]قوله: [توبة نصوحاً] أي: خالصة, ½التوبة¼ في اللغة الرجوع، وفي الشرع الندم على معصية من حيث هي معصية, مع عزم أن لا يعود إليها إذا قدر عليها, كذا في "المواقف" وهو محل الاستدلال. ١٢
[3]قوله: [أهل القبلة] هم الذين اتّفقوا على ما هو من ضروريّات الدين, كحدوث العالم وحشر الأجساد وعلم الله بالكلّيّات والجزئيّات وما أشبه ذلك من المسائل, فمن واظب طول عمره على الطاعات والعبادات مع اعتقاد قدم العالم أو نفي الحشر أو نفي علمه سبحانه بالجزئيّات لا يكون من أهل القبلة كذا في "شرح الفقه الأكبر". ١٢