عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

القاطعة الدالّة على أنّ العبد لا يخرج بالمعصية عن الإيمان، وأيضاً الخلود في النار من أعظم العقوبات وقد جعل جزاء للكفر٠[1]٠ الذي هو أعظم الجنايات فلو جوزي به غير الكافر لكانت زيادة على قدر الجناية، فلا يكون عدلاً٠[2]٠، وذهبت المعتزلة إلى أنّ من أدخل النار فهو خالد فيها؛ لأنه إمّا كافر أو صاحب كبيرة, مات بلا توبة؛ إذ المعصوم والتائب وصاحب الصغيرة إذا اجتنب الكبائر ليسوا من أهل النار على ما سبق من أصولهم، والكافر مخلّد بالإجماع, وكذا صاحب الكبيرة مات بلا توبة، بوجهين: الأوّل: أنه يستحقّ العذاب وهو مضرّة خالصة٠[3]٠ دائمة فينافي استحقاق الثواب الذي هو منفعة خالصة دائمة. والجواب: منع قيد الدوام٠[4]٠، بل منع


 



[1] قوله: [جزاء للكفر] أي: على الإطلاق من غير تقييد بالشدّة ونحوها بأن يكون عذاب الكافر شديداً بالنسبة إلى عذاب مرتكب الكبيرة وإن كانا مخلّدين في النار حتى لا يزيد الجزاء على قدر الجناية, كذا في "الخيالي" وحاشيته. ١٢

[2] قوله: [فلا يكون عدلاً] هذا إلزام على المعتزلة، فإنهّم يقولون بالقبح العقليّ, وأمّا الأشعريّة فعندهم لا يقبح من الله سبحانه شيء, فهو تعالى يفعل في ملكه كيف يشاء, فتصرّفه تعالى في ملكه لا يوصف بالظلم. ١٢

[3] قوله: [مضرّة خالصة] لا يمازجها منفعة؛ لأنّه لولا الخلوص عن شوائب النفع لم ينفصل عن مضارّ الدنيا, فإنهّا مضارّ من وجه دون آخره, ولا يخفى ضعفه لجواز الانفصال بوجه آخر, كذا يحصل من "الخيالي". ١٢

[4] قوله: [منع قيد الدوام] أي: لا نسلّم أنّ العذاب مضرّة دائمة, بل لا نسلّم الخلوص أيضاً. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388