عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

٠وأهل الكبائر من المؤمنين لا يخلدون٠[1]٠ في النار٠ وإن ماتوا من غير توبة، لقوله تعالى: ﴿فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُ[الزلزلة: ٧], ونفس الإيمان عمل خير, لا يمكن أن يرى٠[2]٠ جزاءه قبل دخول النار, ثُمَّ يدخل النار؛ لأنه باطل بالإجماع٠[3]٠، فتعيّن الخروج من النار، ولقوله تعالى: ﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٠[4]٠ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّٰتٖ [التوبة: ٧٢]، ولقوله تعالى: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٠[5]٠وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَانَتۡ لَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡفِرۡدَوۡسِ[الكهف: ١٠٧] إلى غير ذلك من النصوص الدالّة على كون المؤمن من أهل الجنّة مع ما سبق٠[6]٠ من الأدلّة


 



[1] قوله: [لا يخلدون... إلخ] عليه إجماع السلف الصالحين والتابعين قبل ظهور المخالف, و ورد فيه نصوص كثيرة من الآيات والأحاديث المتواترة المعنى التي تدلّ على أنهم يخرجون آخراً إلى الجنّة تفضلاً. ١٢

[2] قوله: [لا يمكن أن يرى... إلخ] كأنّه جواب سؤال مقدّر, تقريره أن يقال: لم لا يجوز أن يرى أهل الكبائر جزاء إيمانهم قبل دخول النار, ثُمَّ يدخلون في النار، فأجابه بقوله: ½لا يمكن... إلخ¼.

[3] قوله: [باطل بالإجماع] لأنّ جزاء الإيمان ثواب أعظم, ودار الثواب هي الجنّة، وحينئذ لا يرد بما قاله الخيالي من جواز أن يرى جزائه في خلال العذاب بالتخفيف؛ وذلك لأنّ جزاء الإيمان هو الجنّة لا مجرّد التخفيف. ١٢

[4] قوله: [وعد الله... إلخ] وجه الاستدلال أنّ الوعد بالجنّة مطلق عن قيد العمل,  فثبت أنّ مجرّد الإيمان جزائه دخول الجنّة. ١٢

[5] قوله: [الذين آمنوا... إلخ] فيه أنّه مقيّد بالعمل الصالح، ويمكن أن يجاب بأنّ المطلوب هاهنا أنّ ترك الكبيرة ليس بشرط في دخول الجنّة, كما ذهب إليه المعتزلة والآية تدلّ عليه. ١٢

[6] قوله: [مع ما سبق... إلخ] إشارة إلى جواب سؤال مقدّر, تقريره أنّ هذه النصوص لا تقوم حجّة على

المعتزلة بناء على أصلهم, فإنّ الكبيرة عندهم تخرج أهلها عن أن يكون مؤمناً, فأجابه بأنّ النصوص القطعيّة دالّة على أنّ العبد لا يخرج عن الإيمان بالمعصية فهي حجّة عليهم. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388