عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

لنفي نفعها عن الكافرين عند القصد إلى تقبيح حالهم وتحقيق يأسهم معنى؛ لأنّ مثل هذا المقام يقتضي أن يوسموا٠[1]٠ بما يخصّهم لا بما يعمّهم وغيرهم، وليس المراد٠[2]٠ أنّ تعليق الحكم بالكافر يدلّ على نفيه عمّا عداه, حتى يرد عليه أنه إنما يقوم حجّة على من يقول بمفهوم المخالفة. وقوله عليه السلام: ½شفاعتي٠[3]٠ لأهل الكبائر من أمّتي¼ وهو مشهور، بل الأحاديث في باب الشفاعة متواترة المعنى٠[4]٠، واحتجّت المعتزلة بمثل قوله تعالى: ﴿ وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا شَفَٰعَةٞ


 



[1] قوله: [يوسموا... إلخ] أي: يبيّن علاماتهم الخاصّة لا العامّة, لا بمفهوم المخالفة، بل ثبت من سياق الكلام أو ثبت عن كون السكوت في معرض البيان بياناً. ١٢

[2] قوله: [ليس المراد... إلخ] جواب سؤال مقدّر تقريره أنّ الاستدلال بالآية قول بمفهوم المخالفة؛ لأنّ الآية ناطقة بنفي الشفاعة عن الكفّار وأنتم تستدلّون بها على ثبوت الشفاعة للمؤمنين والمعتزلة ينكرون مفهوم المخالفة, فكيف يتمّ الحجّة عليهم حاصل الجواب أنّ مطلوبنا ثابت من سياق الآية لا من مفهوم المخالفة. ١٢ "نبراس".

[3] قوله: [شفاعتي... إلخ] رواه أحمد وأبو داود والترمذيّ وابن حبّان والحاكم عن أنس, والترمذيّ وابن ماجة وابن حبّان والحاكم عن أنس, والترمذيّ وابن ماجة وابن حبّان والحاكم عن جابر, والطبرانيّ عن عبّاس, والخطيب عن أبي عمرو عن كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنهم. قاله الملاّ عليّ القاري في "شرح الفقه الأكبر". ١٢

[4] قوله: [متواترة المعنى] وإن لم يكن لفظ كلّ منها متواترا. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388