عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

اسم الإيمان عنهم. ٠والشفاعة٠[1]٠ ثابتة للرسل والأخيار في حقّ أهل الكبائر٠٠[2]٠ بالمستفيض من الأخبار، خلافاً للمعتزلة٠[3]٠. وهذا مبني على ما سبق من جواز العفو والمغفرة بدون الشفاعة، فبالشفاعة أولى، وعندهم لَمَّا لم يجز٠[4]٠ لم تجز. لنا قوله تعالى: ﴿ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ٠[5]٠ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ [محمد: ١٩]، وقوله تعالى: ﴿ فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ [المدثر: ٤٩], فإنّ أسلوب هذا الكلام يدلّ على ثبوت الشفاعة٠[6]٠ في الجملة وإلاّ لماكان


 



[1] قوله: [والشفاعة... إلخ] قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: مذهب أهل السنّة جواز الشفاعة عقلا ووجوبها سمعاً بصريح قوله تعالى: ﴿ يَوۡمَئِذٖ لَّا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُۥ قَوۡلٗا ﴾[طه: ١٠٩] بخبر الصادق صلّى الله تعالى عليه وسلّم, وقد جائت الآثار التي بلغت بمجموعها التواتر بصحّة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين, وأجمع السلف الصالح ومن بعدهم من أهل السنّة عليها, ومنعت الخوارج والمتعزلة منها وتعلّقوا بمذاهبهم في تخليد لمذنبين في النار, قاله النوويّ. ١٢

[2] قوله: [الكبائر] والمراد بها هنا ما عدا الكفر والشرك؛ إذ الكافرون لا تنفعهم شفاعة الشافعين. ١٢

[3] قوله: [خلافاً للمعتزلة] هم ينكرون الشفاعة لأهل الكبائر في إسقاط العقاب عنهم, ولكنّهم يوافقوننا في إثبات الشفاعة لزيادة الدرجات في الجنّة لأهلها, قال في "المواقف" ما نصّه: قالت المعتزلة إنما هي لزيادة الثواب لا لدرء العقاب, كذا في "شرح النووي". ١٢

[4] قوله: [لم يجز... إلخ] أي: لم يجز العفو والمغفرة بدون الشفاعة لم تجز مع الشفاعة. ١٢

[5] قوله: [لذنبك... إلخ] أي: لذنب أمّتك وأتباعك, فإنّ رئيس القوم قد ينسب إليه ما فعله بعض أتباعه, كذا في "شرح المواقف", ويتأيّد هذا ما ترجم به نفس الآية الكريمة إمام أهل السنّة الشيخ أحمد رضا خان قدّس سرّه نصه: اے نبی اپنے خاص پیرو کاروں اور عام مسلمان مرد و عورت کے گناہوں کی معافی مانگو۔ أي: يأيّها النبيّ استغفر لذنب أتباعك المخلصين ولسائر المؤمنين والمؤمنات. ١٢

[6] قوله: [ثبوت الشفاعة] وعلى أنهّا ليست بمجرّد رفع الدرجة كما تقوله المعتزلة؛ لأنّ النصوص تشير إلى قبح الحال وتحقّق اليأس بنفي الشفاعة عنهم, وهذا النحو من الشفاعة لرفع الدرجة لا يلزم من نفيه ذلك القبح واليأس, وتشير أيضاً إلى حقّ الشفاعة في حقّ غير الكافرين أهل الكبائر كانوا أو غيرهم. ١٢ "نظم".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388