٠والإيمان٠ في اللغة التصديق٠[1]٠، أي: إذعان حكم المخبر وقبوله وجعله صادقاً، إفعال من الأمن، كان حقيقة ½آمن به¼: ½آمنه التكذيب والمخالفة¼. يعدّى باللام كما في قوله تعالى حكاية عن إخوة يوسف عليه السلام: ﴿ وَمَآ أَنتَ٠[2]٠بِمُؤۡمِنٖ لَّنَا ﴾[يوسف: ١٧] أي: بمصدّق، وبالباء كما في قوله عليه السلام: ½الإيمان أن تؤمن بالله¼ الحديث أي: تصدّق، وليست٠[3]٠ حقيقة التصديق أن تقع في القلب نسبة الصدق٠[4]٠ إلى الخبر أو المخبر من غير إذعان٠[5]٠ وقبول، بل هو إذعان وقبول لذلك بحيث يقع عليه
[1]قوله: [في اللغة التصديق] ولا حاجة إلى ما قال في "النظم": من أنّ المراد باللغة ما بإزاء عرف الشرع, وإلاّ فهو في اللغة إعطاء الأمن؛ لأنّ خطاب الإيمان كان لقوم كانوا أهل اللغة وما كانوا يعرفون مصطلحات الشرع, فلو لم يكن في اللغة بمعنى التصديق لَمَا كان خطاب في حقّهم مفيداً. ١٢
[2]قوله: [وما أنت... إلخ] قال العلاّمة الخيالي: الأولى أن يمثّل بقوله تعالى: ﴿ أَنُؤۡمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلۡأَرۡذَلُونَ ﴾[الشعرا: ١١١] لاحتمال أن يكون اللام في ½لنا¼ لتقوية العمل لا للتعدية, هذا ولا يخفى على المتأمّل أنّ مجرّد الاحتمال سيّما في تفسير الآيات لا ينافي الاستشهاد .١٢
[3]قوله: [ليست... إلخ] يريد أنّ مجرّد معرفة صدق الخبر أو المخبر لا تكون تصديقاً وإيماناً, وإلاّ لكان أهل الكتاب كلّهم مؤمنين؛ لأنهم كانوا يعرفون النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم كما كانوا يعرفون أبناءهم. ١٢
[4]قوله: [نسبة الصدق... إلخ] يعني: ليس حقيقة التصديق اللغويّ أن يحصل في القلب كون الصدق منسوبا إلى الخبر أو المخبر ويعقل ثبوت الصدق له في نفس الأمر, فإنّه من قبيل المعرفة المقابلة للنكارة والجهالة دون التصديق المقابل للتكذيب والإنكار, قاله السيالكوتي. ١٢
[5]قوله: [من غير إذعان... إلخ] المراد به حصول العلم والتيقّن بصدق الخبر خالياً عن الإذعان والتسليم لعارض العناد والاستكبار وغيرهما مِمَّا يمنع تمكّن كيفيّة الاستسلام و القبول كعلم السوفسطائيّ بوجود العالم, فإنّه حاصل له، لكنّه لا يذعن ولا يسلّم وجوده, كذا في الحواشي. ١٢