اسم التسليم على ما صرّح به الإمام الغزالي، وبالجملة هو المعنى الذي يعبّر عنه بالفارسية ½بگرويدن¼، هو معنى التصديق المقابل للتصوّر، حيث يقال في أوائل٠[1]٠ علم الميزان: العلم إمّا تصوّر وإمّا تصديق، صرّح بذلك٠[2]٠ رئيسهم ابن سينا، فلو حصل هذا المعنى لبعض الكفّار كان إطلاق اسم الكافر٠[3]٠ عليه من جهة أنّ عليه شيئاً من أمارات التكذيب والإنكار،كما فرضنا أنّ أحداً صدّق بجميع ما جاء به النبيّ عليه السلام وسلّمه وأقرّ به وعمل، ومع ذلك شدّ الزنّار بالاختيار٠[4]٠, أو سجد للصنم بالاختيار,
[1] قوله: [يقال في أوائل... إلخ] فيه أنّ التصديق المنطقيّ يعمّ اليقين والظنّ, بخلاف التصديق اللغويّ؛ لأنه يشترط فيه الإذعان وهو الذي يعبّر عنه ½بگرويدن¼, وقد نصّ عليه الشارح في "شرح المقاصد" حيث قال: إنما المقصود التصديق بالأمور المخصوصة بالمعنى اللغويّ, وهو ما يعبّر عنه ½بگرويدن و راست دانستن¼ وينافيه التوقّف والتردّد. ١٢
[2] قوله: [صرّح بذلك... إلخ] قال الشارح في رسالته في تحقيق الإيمان: إنّ ابن سينا أورد في " الشفاء" في مقابلة هذا التصديق التكذيب, وقال في كتابه المسمّى بـ½دانش نامه¼ ½علائي دانستن دو گونه است, يكي فهم كردن ودريافتن وآنرا بتازي تصوّر خوانند, ودوم گرويدن وآنرا بتازي تصديق خوانند¼. ١٢ قاله السيالكوتي.
[3] قوله: [إطلاق اسم الكافر... إلخ] قال القاضي عياض رحمه الله تعالى في "الشفا": نكفّر بكلّ فعل أجمع المسلمون أنه لا يصدر إلاّ من كافر وإن كان صاحبه مصرّحا بالإسلام مع فعله ذلك الفعل, كالسجود للصنم وللشمس والقمر والصليب والنار والسعي إلى الكنائس والبيع مع أهلها بزيّهم من شدّ الزنانير وفحص الرؤس, فقد أجمع المسلمون أنّ هذا لا يوجد إلاّ من كافر, وأنّ هذه الأفعال علامة على الكفر وإن صرّح فاعلها بالإسلام. ١٢
[4] قوله: [بالاختيار] أي: بلا جبر وإكراه. ١٢