قديماً، أي: لا ابتداء لوجوده؛ إذ لو كان حادثاً مسبوقاً بالعدم٠[1]٠ لكان وجوده من غيره ضرورة، حتى وقع٠[2]٠ في كلام بعضهم: ½أنّ الواجب والقديم مترادفان¼، لكنّه ليس بمستقيم٠[3]٠ للقطع بتغاير المفهومين، وإنما الكلام في التساوي بحسب الصدق، فإنّ بعضهم على أنّ القديم أعمّ من الواجب لصدقه على صفات الواجب بخلاف الواجب، فإنّه لا يصدق عليها، ولا استحالة٠[4]٠ في تعدّد الصفات القديمة، وإنما المستحيل تعدّد الذوات القديمة. وفي كلام بعض المتأخّرين كـ½الإمام¼ حميد الدين الضريريّ رحمه الله ومن تبعه تصريح بأنّ واجب الوجود لذاته هو الله تعالى وصفاته٠[5]٠، واستدلّوا على أنّ كلّ ما هو قديم فهو واجب لذاته بأنه لو لم
[1]قوله: [مسبوقاً بالعدم] تفسير للحادث للتنبيه على أنّ مصطلح الفلاسفة غير مراد, فإنهّم يسمّون ما يحتاج في وجوده إلى الغير حادثاً, ولو كان غير مسبوق بالعدم. ١٢ "ن"
[2]قوله: [حتى وقع... إلخ] غاية لقوله: ½الواجب لا يكون إلاّ قديماً¼ أي: بلغ استلزام الوجوب القدم إلى أن زعم بعضهم ترادفهما. ١٢ "ن"
[3]قوله: [لكنّه ليس بمستقيم] فإنّ مبنى الترادف على الاتّحاد في المفهوم, ولا خفاء في أنّ مفهومي الواجب والقديم متغايران؛ لأنّ الواجب ما يكون وجوده من ذاته, والقديم ما لا يسبق عليه العدم، ولعلّ هذا الخلاف يرجع إلى الاصطلاح، قال العلاّمة الخياليّ: قدماء المتكلّمين يريدون بالترادف التساوي, قال في "التبصرة": الإيمان والإسلام من قبيل الأسماء المترادفة, فكلّ مؤمن مسلم وبالعكس. ثُمَّ بيّن لكلّ واحد منهما مفهوماً على حدة. ١٢
[4]قوله: [ولا استحالة... إلخ]جواب عمّا يقال: وهو أنّه لو صدق القديم على صفات الواجب, للزم تعدّد القدماء. ١٢
[5]قوله: [هو الله تعالى وصفاته] يرد على ظاهره أنّ كلّ صفة محتاجة إلى موصوفها, فكيف تكون واجبة
لذاتها. وجوابه أنّ المراد من كونها واجبة لذاتها, واجبة لذات الواجب تعالى بمعنى: أنّ ذاته تعالى كافية في اقتضائها من غير احتياج إلى الغير. ولا شكّ أنّ الوجوب الذاتيّ بهذا المعنى لا ينافي احتياجها إلى موصوفها. ١٢ ملتقط من "الخيالي" وحاشيتها.