عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

أن يتحيّز بنفسه٠[1]٠ غير تابع تحيّزه لتحيّز شيء آخر، بخلاف العرض فإنّ تحيّزه تابع لتحيّز الجوهر الذي هو موضوعه، أي: محلّه الذي يقوّمه. ومعنى وجود العرض في الموضوع هو أنّ وجوده في نفسه هو وجوده٠[2]٠ في الموضوع، ولهذا يمتنع الانتقال عنه بخلاف وجود الجسم في الحيّز٠[3]٠، فإنّ وجوده في نفسه أمر ووجوده في الحيّز أمر آخر، ولهذا ينتقل عنه، وعند الفلاسفة٠[4]٠ معنى قيام الشيء بذاته استغناءه٠[5]٠ عن محلّ يقوّمه، ومعنى قيامه بشيء آخر اختصاصه به، بحيث يصير الأوّل نعتاً والثاني منعوتاً سواء كان متحيّزاً كما في سواد الجسم، أو لا كما في صفات الباري عزّ اسمه والمجرّدات٠[6]٠. ٠وهو٠ أي: ما له قيام بذاته من العالم ٠إمّا مركّب٠ من


 



[1] قوله: [بنفسه] أي: لا يكون واسطة في عروض التحيّز له واسطة في العروض. ١٢

[2] قوله: [هو وجوده] بحيث لا يتمايزان في الإشارة الحسيّة, وقد يتوهّم من هذه العبارة أنّ وجود السواد في نفسه مثلاً, هو وجوده في الجسم وقيامه به, وليس بشيء؛ إذ يصحّ أن يقال: ½وجد في نفسه فقام بالجسم¼, ولا يخفى أنّ إمكان ثبوت شيء في نفسه غير إمكان ثبوته لغيره. ١٢ "شرح مواقف".

[3] قوله: [في الحيّز] أي: في المكان. ١٢

[4] قوله: [عند الفلاسفة] عطف على قوله: ½ومعنى قيامه بذاته عند المتكلّمين¼. ١٢ "ن".

[5] قوله: [استغناءه] هذا التعريف يشتمل الواجب والمجرّدات والأجسام بخلاف تعريف المتكلّمين, فإنّه يختصّ بالأجسام والجواهر الفردة, وهم ليسوا بصدد تعريف مطلق القيام بالذات, حتى يرد عليهم, بل إنما عرّفوا القيام بالذات باعتبار الممكن فقط. ١٢

[6] قوله: [المجرّدات] هي جواهر مجرّدة عن المادّة, غير قابلة للإشارة الحسّيّة كالملائكة. ١٢ "نبراس".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388