عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

وأحزابه؛ لأنَّ غاية أمرهم البغي والخروج على الإمام وهو لا يوجب اللعن، وإنما اختلفوا في يزيد٠[1]٠ بن معاوية، حتى ذكر في "الخلاصة" وغيرها: أنه لا ينبغي اللعن عليه ولا على الحجَّاج؛ لأنّ النبيّ عليه السلام ½نهى عن لعن المصلّين¼، ومن كان من أهل القبلة، وما نقل من لعن النبيّ عليه السلام لبعض من أهل القبلة فلِما أنه يعلم من أحوال الناس٠[2]٠ ما لا يعمله غيره، وبعضهم أطلق٠[3]٠ اللعن عليه لِمَا أنه كفر حين أمر٠[4]٠ بقتل الحسين رضي الله


 



[1] قوله: [وإنما اختلفوا في يزيد... إلخ] قال العلاّمة ابن حجر الهيتميّ في "الصواعق المحرقة": والناس في يزيد ثلاث فرق, فرقة تتولاّه وتحبّه, وفرقة تسبّه وتلعنه, وفرقة متوسّطة في ذلك لا تتولاّه ولا تلعنه وتسلك به مسلك سائر ملوك الإسلام وخلفائهم, غير الراشدين في ذلك. ١٢

[2] قوله: [يعلم من أحوال الناس... إلخ] فيحتمل أنه صلّى الله تعالى عليه وسلّم علم موته على الكفر. ١٢

[3] قوله: [وبعضهم أطلق... إلخ] منهم ابن الجوزي ونقله عن أحمد وغيره, فإنّه قال في كتابه المسمّى بـ½الردّ على المتعصّب العنيد المانع من ذمّ يزيد سألني سائل عن يزيد بن معاوية, فقلت له: يكفيه مابه, فقال أ يجوز لعنه ؟ فقلت: قد أجازه العلماء الورعون, منهم أحمد بن حنبل, فإنّه ذكر في حقّ يزيد: ½عليه اللعنة¼. ١٢ "الصواعق المحرقة".

[4] قوله: [كفر حين أمر... إلخ] قال سبط ابن الجوزيّ وغيره: المشهور أنه لَمَّا جاءه رأس الحسين رضي الله تعالى عنه جمع أهل ½الشام¼، وجعل ينكت رأسه بالخيزران وينشد أبيات ابن الزبعريّ: ½ليت أشياخي ببدر شهدوا¼, الأبيات المعروفة, وزاد فيها بيتين مشتملين على صريح الكفر. ١٢ "الصواعق المحرقة".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388