عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

الملاحدة أو غيرهم من أهل البدع والأهواء، سواء كانت تلك المسائل من فروع الفقه أو غيرها من الجزئيّات المتعلّقة بالعقائد. ٠ويكفّ عن ذكر الصحابة٠[1]٠ إلاّ بخير٠ لِمَا ورد من الأحاديث الصحيحة في مناقبهم, ووجوب الكفّ عن الطعن فيهم، كقوله عليه السلام: ½لا تسبّوا٠[2]٠ أصحابي فلو أنّ أحدكم إن أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم٠[3]٠ ولا نصيفه¼٠[4]٠ وكقوله


 



[1] قوله: [ويكفّ عن ذكر الصحابة... إلخ] أي: مجتمعين ومنفردين إلاّ بخير وإن صدر من بعضهم بعض ما في صورة شرّ، فإنّه إمّا كان عن اجتهاد أو لم يكن على وجه فساد من إصرار و عناد, بل كان رجوعهم عنه إلى خير معاد, بناء على حسن الظنّ بهم لقوله عليه الصلوة والسلام: ½خير القرون قرني¼, ولقوله عليه الصلاة والسلام: ½إذا ذكر أصحابي فأمسكوا¼, ولذلك ذهب جمهور العلماء إلى أنّ الصحابة رضي الله تعالى عنهم كلّهم عدول, قال ابن دقيق العيد في عقيدته: وما نقل فيما شجر بينهم واختلفوا فيه فمنه ما هو باطل وكذب, فلا يلتفت إليه, وما كان صحيحاً أوّلناه تأويلاً حسناً؛ لأنّ الثناء عليهم من الله سابق, وما نقل من الكلام اللاحق محتمل للتأويل والمشكوك والموهوم, لا يبطل المحقّق والمعلوم, وقال الشافعيّ رحمه الله تلك دماء طهّر الله أيدينا عنها, فلا نلوّث ألسنتنا بها, قاله العلاّمة القاري في "شرح الفقه الأكبر". ١٢

[2] قوله: [لا تسبّوا... إلخ] هو من أكبر الفواحش ويعزّر عند الجُمهور, ويقتل عند بعض المالكيّة, وكذا عند بعض الحنفيّة, ففي بعض كتبهم أنّ سبّ الشيخين كفر. ١٢ "شرح الشفا" للقاري.

[3] قوله: [مُدّ أحدهم] هو بضم ميم وتشديد دال, وخصّ بالذكر؛ لأنه أقلّ ما كانوا يتصدّقون به, وأصله: كان الرجل يمدّ كفّيه فيملأها طعاماً, أي: قدر مدّ طعام أحدهم مِمَّا أنفقوا في محلّهم. ١٢ "شرح الشفا".

[4] قوله: [نصيفه] بفتح فكسر بمعنى النصف, كما يقال: عشر وعشير, وقال الأرزنجاني في "شرح المشارق": النصيف مكيال معروف وهو دون المدّ, والضمير في نصيفه راجع إلى أحدهم لا إلى المدّ, والمعنى: أنّ أحدكم لا يدرك بإنفاق مثل أُحد ذهباً من الفضيلة ما أدرك أحدهم بإنفاق مدّ من الطعام أو نصيف منه. ١٢ "شرح الشفا".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388