عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

بالله تعالى وصفاته حسب ما يمكن٠[1]٠، المواظب على الطاعات, المجتنب عن المعاصي, المعرض عن الانهماك في اللذّات والشهوات٠[2]٠، وكرامته ظهور أمر خارق للعادة من قبله, غير مقارن لدعوى النبوّة، فما لا يكون مقروناً٠[3]٠ بالإيمان والعمل الصالح يكون استدراجاً٠[4]٠، وما يكون مقروناً بدعوى النبوّة يكون معجزة. والدليل على حقّيّة الكرامة ما تواتر من كثير من الصحابة ومن بعدهم بحيث لا يمكن إنكاره خصوصاً الأمر المشترك، وإن كانت التفاصيل آحاداً، وأيضاً الكتاب ناطق بظهورها من مريم٠[5]٠ ومن


 



[1] قوله: [حسب ما يمكن] أي: بقدر الإمكان. ١٢

[2] قوله: [والشهوات] أراد المباحات, وأمّا الاجتناب عن كلّ ما يلذّ ويشتهي فليس من الطريقة المحمّدية, بل من فعل رهبان النصارى والهنود, وقد صحّ النهي عنه في الأحاديث. ١٢ "ن"

[3] قوله: [فما لا يكون مقروناً... إلخ] مثل إبليس في طيّ الأرض له, حتى يوسوس من في الشرق والغرب, وفرعون حيث كان يأمر النيل بأن يجري على وفق حكمه كما أشار إليه سبحانه حكاية عنه بقوله تعالى: ﴿ أَلَيۡسَ لِي مُلۡكُ مِصۡرَ وَهَٰذِهِ ٱلۡأَنۡهَٰرُ تَجۡرِي مِن تَحۡتِيٓۚ﴾[الزخرف: ٥١], وحيث حكي أنه إذا أراد بصعد قصره وينـزل عنه راكباً, كان يطول قدما فرسه ويقصران على وفق غرضه. ١٢ "شرح الفقه الأكبر".

[4] قوله: [يكون استدراجاً] إن وافق غرضه وإلاّ يسمّى إهانة, كما روي أنه مسيلمة الكذّاب دعا الأعور أن يصير عينه العوراء صحيحة فصارت عينه الصحيحة عوراء, و قد يظهر الخوارق من قبل عوام المسلمين تخليصاً لهم عن المحن والمكاره ويسمّى معونة. ١٢ "خيالي"

[5] قوله: [بظهورها من مريم] كما قال الله تعالى: ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗا قَالَ يَٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ﴾[آل عمران: ٣٧]. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388