السلام في اليقظة بشخصه٠[1]٠ إلى السماء، ثُمَّ إلى ما شاء الله تعالى من العلى حقّ٠ أي: ثابت بالخبر المشهور٠[2]٠، حتى أنّ منكره يكون مبتدعاً وإنكاره وادّعاء استحالته إنما يبتنى على أصول الفلاسفة٠[3]٠، وإلاّ فالخرق والالتيام على السموات جائز٠[4]٠، والأجسام متماثلة يصحّ على كلّ ما يصحّ على الآخر، والله تعالى قادر على الممكنات كلّها، فقوله: ½في اليقظة¼ إشارة إلى الردّ على من زعم أنّ المعراج كان في المنام، على ما روي عن معاوية رضي الله تعالى عنه أنه سئل عن المعراج فقال: كانت رؤيا صالحة، وروي عن عائشة رضي الله عنها أنهّا قالت: ما فقد جسد محمّد عليه السلام ليلة المعراج، وقد قال الله تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡيَا ٱلَّتِيٓ أَرَيۡنَٰكَ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلنَّاسِ ﴾
[1]قوله: [في اليقظة بشخصه] قال العلاّمة القاري في "شرح الشفا", قالوا: كان الإسراء مرّتين, مرّة في نومة ومرّة في يقظة ببدنه صلّى الله تعالى عليه وسلّم, انتهى. ولا يبعد أن يقال: إسراؤه الروحيّ كان مرّات باعتبارات المكاشفات في اليقظات والمنامات, وأمّا إسراءه الجسديّ فمرّة واحدة تحقيقاً لتلك المقامات والحالات مع الزيادة الحاصلة بالكلام والرؤية وسائر الدرجات. ١٢
[2]قوله: [ثابت بالخبر المشهور] ويفهم منه أنّ المعراج من السماء أيضاً مشهور, وما ثبت بطريق الأحاد هو خصوصيّة ما إليه من الجنّة أو غيرها. ١٢"خيالي"
[3]قوله: [على أصول الفلاسفة] من قولهم: إنّ الفلك لا يقبل الكون والفساد والخرق والالتيام, و وجود كرة النار بين السماء والأرض. ١٢