عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

المعطوف عليه وورد أيضاً جعل الإيمان شرطاً لصحّة الأعمال، كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ[النساء: ١٢٤] مع القطع بأنّ المشروط لا يدخل في الشرط لامتناع اشتراط٠[1]٠ الشيء بنفسه، وورد أيضاً إثبات الإيمان لمن ترك بعض الأعمال، كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ[الحجرات: ٩] على ما مرّ، مع القطع بأنه لا تحقّق للشيء٠[2]٠ بدون ركنه، ولا يخفى أنّ هذه الوجوه إنما تقوم حجّة على من يجعل الطاعات ركناً من حقيقة الإيمان٠[3]٠، بحيث إنّ تاركها لا يكون مؤمناً كما هو رأي المعتزلة، لا على مذهب من ذهب على أنهّا ركن من الإيمان الكامل٠[4]٠ بحيث لا يخرج تاركها عن حقيقة الإيمان، كما هو مذهب الشافعي رحمه الله، وقد سبق تمسّكات المعتزلة بأجوبتها


 



[1] قوله: [لامتناع اشتراط] أي: لامتناع اشتراط الجزء بكلّه, فإنّه يؤول إلى اشتراط الشيء بنفسه؛ لأنّ كلّ جزء من أجزاء الشرط شرط أيضاً للمشروط؛ لأنّ الموقوف عليه للموقوف عليه الشيء, موقوف عليه لذلك الشيء. ١٢ "نظم".

[2] قوله: [لا تحقّق للشيء] فلو كان العمل ركناً للإيمان لَمَا تحقّق الإيمان بدون العمل؛ إذ الكلّ لا يتحقّق بدون الجزء. ١٢

[3] قوله: [من حقيقة الإيمان] بحيث يكون داخلاً في قوام حقيقة, حتى يلزم من عدمها عدمه. ١٢

[4] قوله: [من الإيمان الكامل] قال الملاّ السيالكوتي عن العقائد الإسلاميّة في "حاشية الدواني": الإسلام يتحقّق بالنطق, والعمل الصالح عندنا وصف مكمّل له لا جزء, وعند فقهاء أهل الحديث ومتكلّميهم جزء مكمّل ولا يفوت الإيمان بفواته بل كماله, وعند الخوارج والمعتزلة جزء مقوّم فيفوت بفواته. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388