تفاصيل الفرائض ممكن في غير عصر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم٠[1]٠، والإيمان واجب إجمالاً٠[2]٠ فيما علم إجمالاً, وتفصيلاً فيما علم تفصيلاً، ولا خفاء في أنّ التفصيليّ أزيد٠[3]٠ بل أكمل، وما ذكر من أنّ الإجماليّ لا ينحطّ عن درجته فإنما هو في الاتّصاف بأصل الإيمان٠[4]٠. وقيل٠[5]٠: إنّ الثبات٠[6]٠ والدوام على الإيمان زيادة عليه في كلّ ساعة، وحاصله أنه يزيد بزيادة الأزمان، لمَا أنه عرض لا يبقى إلاّ بتجدّد الأمثال٠[7]٠، وفيه نظر؛ لأنّ حصول المثل بعد انعدام
[1] قوله: [في غير عصر النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم] فإنّ أحدنا لا يطّلع على جميع الفرائض دفعة, بل يطّلع على بعضها فيؤمن به, ثُمَّ على بعض آخر فيؤمن به. ١٢ "ن"
[2] قوله: [واجب إجمالاً] جواب سؤال يرد على النظر, وهو أنه إذا اعتقد أنّ النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم صادق في كلّ ما جاء به من عند الله, فصار إيمانه مشتملاً على جميع الأحكام المنـزّلة, فلم تكن الزيادة عليه، فأجابه بقوله: ½الإيمان واجب¼. ١٢ كذا يحصل من الحواشي.
[3] قوله: [التفصيليّ أزيد] أي: من الإجماليّ؛ لأنّ ما يتعلّق به الإجماليّ أمر واحد, وهو ما جاء به الشارع, وما يتعلّق به التفصيليّ أمور كثيرة, فالإجماليّ تصديق واحد, والتفصيليّ تصديقات. ١٢ "ن"
[4] قوله: [بأصل الإيمان] والتساوي في أصل الإيمان لا ينافي التفاوت في كمال العرفان. ١٢
[5] قوله: [وقيل] جواب ثانٍ عن الآيات, والقائل إمام الحرمين وغيره, كذا في الحواشي. ١٢
[6] قوله: [إنّ الثبات] قد يتوهّم أنّ حاصل ما قيل: إنّ الثبات والدوام على الإيمان زيادة عليه, هو أنّ الدوام على العبادة عبادة أخرى, زائدة على نفس تلك العبادة, فالدوام على أمر زائد على الإيمان, وهذا ليس بشيء؛ لأنّ النـزاع في أنّ نفس الإيمان هل يزيد أم لا؟ وكون الدوام عادة, غير كونه إيماناً, فإنّ الدوام على التصديق غير نفس التصديق. ١٢ "حاشية السيالكوتي".
[7] قوله: [بتجدّد الأمثال] تحرير الجواب أنه ليس المراد بالزيادة في الآيات زيادة حقيقة التصديق في نفسه, بل زيادة أعداده, وهذا بالاستمرار عليه, فإنّ الاستمرار يوجب تجدّد الأمثال وحصول أعداد كثيرة من التصديق في كلّ وقت. ١٢ "ن"