الشيء لا يكون من الزيادة في شيء كما في سواد الجسم٠[1]٠ مثلاً، وقيل: المراد٠[2]٠ زيادة ثمرته وإشراق نوره٠[3]٠ وضيائه في القلب، فإنّه يزيد٠[4]٠ بالأعمال وينقص بالمعاصي، ومن ذهب إلى٠[5]٠ أنّ الأعمال جزء من الإيمان فقبوله الزيادة والنقصان ظاهر، ولهذا قيل: إنّ هذه المسألة فرع مسألة كون الطاعات من الإيمان، وقال بعض المحقّقين٠[6]٠: لا نسلّم أنّ حقيقة التصديق لا تقبل الزيادة والنقصان، بل تتفاوت٠[7]٠ قوّة وضعفاً للقطع بأنّ تصديق آحاد
[1]) قوله: [في سواد الجسم] فإنّ بقائه إنما هو بتجدّد الأمثال, ولا يصحّ أن يقال: إنّ المراد زيادة أعداد حصلت؛ لأنه يلزم عليه أن يكون إيمان زيد أزيد من إيمان عمرو مثلاً, إذا كان زيد أسنّ من عمرو. ١٢
[3]قوله: [إشراق نوره] قال الشيخ الإمام أحمد رضاخان قدّس سرّه في "المستند": الإيمان إنما هو لمعان نور وكشف ستر وشرح صدر, يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده سواء كان ذلك بنظر أو مجرّد سماع. ١٢
[4]قوله: [فإنّه يزيد] لأنّ اختلاف الآثار ينشأ من اختلاف مناشيها التي تصدر منها. ١٢
[5]قوله: [ومن ذهب إلى] كجمهور المحدّثين والفقهاء والمعتزلة والخوارج, لكنّهم اختلفوا في تعيين معنى الجزء, على ما قاله السيالكوتي في "حاشية الدواني", فعند المحدّثين والفقهاء جزء مكمّل, وعند المعتزلة والخوارج جزء مقوّم. ١٢
[6]قوله: [بعض المحقّقين] هو القاضي عضد الدين صاحب "المواقف", فقد صرّح في "المواقف" بأنّ التصديق يقبل الزيادة والنقصان بحسب الذات وبحسب المتعلّق. ١٢
[7]قوله: [تتفاوت] لأنّ التصديق من الكيفيّات النفسانية التى تتفاوت قوّة وضعفاً, فإنّ التصديق بطلوع الشمس مثلاً أقوى من التصديق بحدوث العالم وإن كانا متساويين في أصل التصديق. ١٢