½اللّهم ثبّت قلبي٠[1]٠ على دينك¼ وقال عليه السلام لأسامة حين قتل٠[2]٠: من قال: ½لا إله إلاّ الله¼: ½هلاّ شققت عن قلبه¼. فإن قلت٠[3]٠: نعم الإيمان٠[4]٠ هو التصديق، لكنّ أهل اللغة لا يعرفون منه إلاّ التصديق باللسان، والنبـيّ عليه السلام٠[5]٠ وأصحابه كانوا يقنعون من المؤمنين بكلمة الشهادة ويحكمون بإيمانه من غير استفسار عمّا في قلبه، قلت: لا خفاء في٠[6]٠ أنّ المعتبر في التصديق عمل القلب، حتى لو فرضنا عدم وضع لفظ التصديق لمعنى أو وضعه لمعنى غير التصديق القلبي لم يحكم أحد من أهل اللغة والعرف بأنّ المتلفّظ بكلمة ½صدّقت¼ مصدّق للنبـيّ عليه السلام مؤمن به، ولهذا٠[7]٠ صحّ
[1]قوله: [ثبّت قلبي] كان هذا الدعاء تعليماً للأمّة, كذا في الشروح. ١٢
[2]قوله: [حين قتل] زعماً أنه قالها خوفاً من السلاح ولم يصدّق بقلبه. ١٢
[3]قوله: [فإن قلت] في "النبراس" مذهب الكراميّة أنّ الإيمان هو الإقرار فقط, والشارح ذكر من دلائلهم دليلين بطريق الاعتراض على ما سبق من التحقيق الباطن بأنّ الإيمان هوالتصديق القلبيّ لغة وشرعاً. ١٢
[4]قوله: [نعم الإيمان] هذا هو الشبهة الأولى للكراميّة, حاصلها أنّا نسلّم أنّ الإيمان هو التصديق, لكنّه هو التصديق باللسان الذي هو فعله لا فعل القلب عند أهل اللغة, فعلم أنّ الإقرار بالتصديق هو حقيقة الإيمان. ١٢
[5]قوله: [والنبيّ عليه السلام] هذا هو الشبهة الثانية للكراميّة. ١٢
[6]قوله: [لا خفاء في] جواب عن الشبهة الأولى, وحاصله أنه لو كان التصديق فعل اللسان لزم أن يكون التلفّظ بكلمة ½صدّقت¼ مصدّقاً بحسب اللغة ومؤمناً بحسب الشرع, واللازم باطل إجماعاً, فعلم أنّ التصديق الحقيقيّ ليس هو التلفّظ بكلمة ½صدّقت¼, بل هو مدلول ½صدّقت¼, فثبت أنّ أهل اللغة يعرفون للتصديق معنى آخر سوى الإقرار وذلك المعنى هو الإذعان. ١٢
[7]قوله: [ولهذا] أي: لأجل أنه فعل القلب لا فعل اللسان الذي هو الإقرار فقط. ١٢