أن يقال٠[1]٠: بعد الأنبياء، لكنّه أراد البعديّة الزمانيّة٠[2]٠، وليس بعد نبيّنا نبيّ، ومع ذلك لا بدّ من تخصيص٠[3]٠ عيسى عليه السلام؛ إذ لو أريد كلّ بشر يوجد بعد نبيّنا انتقض بعيسى عليه السلام، ولو أريد كلّ بشر يولد بعده لم يفد التفضيل على الصحابة، ولو أريد كلّ بشر هو موجود على وجه الأرض لم يفد التفضيل على التابعين٠[4]٠ ومن بعدهم، ولو أريد كلّ بشر يوجد على وجه الأرض في الجملة انتقض بعيسى عليه السلام. ٠أبو بكرن الصديق٠ الذي صدّق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في النبوّة من غير تلعثم وفي المعراج٠[5]٠ بلا تردّد. ٠ثُمَّ عمر الفاروق٠ الذي فرّق بين الحقّ والباطل في القضايا
[1]قوله: [والأحسن أن يقال... إلخ] لئلاّ يلزم فضل الخلفاء على الأنبياء, وإنما لم يقل: ½والواجب¼ لإمكان حكم البعديّة على الزمانيّة كما ذكره. ١٢ "ن"
[2]قوله: [البعديّة الزمانيّة] يرد عليه أنه إن أريد بعد موت نبيّنا لم يفد التفضيل على من مات قبله عليه السلام, وإن أريد بعد بعثة نبيّنا ينبغي أن يخصّ النبيّ عليه السلام, وعلى كلا التقديرين لم يفد التفضيل على سائر الأمم .١٢"خيالي"
[3]قوله: [لا بدّ من تخصيص... إلخ] و ذالك لأنه قد ثبت أنّ عيسى عليه السلام حيّ فوق السماء الرابعة, و ينظر في قرب القيامة من المنارة الشرقيّة في دمشق ½الشام¼. ١٢
[4]قوله: [على التابعين] أي: لا يفيد التفضيل الصريح, وإلاّ ففضل الصحابة على التابعين معلوم, والأفضل من الأفضل أفضل, فبهذه القاعدة علم فضله على التابعين أيضاً. ١٢
[5]قوله: [وفي المعراج... إلخ] أخرج الحاكم في "المستدرك" عن عائشة رضي الله عنها, قالت: ½جاء المشركون إلى أبي بكر, فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس, قال: أَوَ قال ذلك ؟ قالوا: نعم, فقال: لقد صدق إنيّ لأصدّقه بأبعد من ذلك بخبر السماء غدوة و روحة¼, فلذلك سمّي ½الصديق¼, ذكره الإمام السيوطيّ في "تاريخ الخلفاء". ١٢