٠٨٠ العلاّمة منوّر الدين الدهلوي رحمه الله.
وهؤلاء العلماء الأجلاّء كلّهم قد قاموا بخدمات جلية في نشر التعاليم الإسلامية وإشاعة الأصول الدين على منهح أهل السنّة والجماعة, وقاوموا جميع ما أثير من الشبهات والفتن حول عقائد المسلمين كفتنة الوهابية التي تولاها إمام الطائفة إسماعيل الدهلوي في "الهند" لإضلال عامّة المسلمين عن سواء الطريق, فتلاميذ المحدّث الدهلوي عارضوا فتنة الوهابية حقّ المعارضة, وجاهدوا في هذا السبيل باللسان والقلم حتّى أنقذوا الناس عن مكائد الوهابية ودسائسهم.
والمحدّث الدهلوي كان متصلّباً في الدين شديد الملازمة لآثار أهل السنّة والجماعة متقيّداً بالأصول الأشعرية والماتريدية ومقلّداً للإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه منكراً على البدعات والمنكرات أشدّ الإنكار, وكتابه "تحفة الإثني عشرية" أدلّ دليل عليه ردّ في هذا الكتاب على معتقدات الروافض أبلغ الردّ, وقلع أصول أباطيلهم بأدلّة قطعية, ولَمَّا أثار إسماعيل الدهلوي الشكوك والشبهات وفتن عامّة المسلمين وأضلّهم, وخلع ربقة التقليد للأيِمّة المجتهدين في الشرع, وجعل رسوم أهل السنّة والجماعة كفراً وشركاً, أطلع المحدّث الدهلوي وسائر أعضاء العشيرة على ضلالاته غضبوا عليه أشدّ الغضب وأنكروا عليه أبلغ الإنكار حتّى همّ المحدّث الدهلوي أن يصنف كتاباً مستقلاًّ في الردّ على ضلالته كما صنّف في الردّ على الروافض "تحفة الإثني عشرية", لكن منعه ضعف بصره وازدياد مرضه يوماً فيوماً, ومِمَّا يدلّ على غضبه أنه وهب أمواله أسباطه وغيرهم وملكم إياها, ولم يعط إسماعيل الدهلوي شيئاً مع أنه كان من أعضاء عشيرة, بل كان ابن أخيه.وللمحدّث الدهلوي تصانيف كثيرة تدلّ على براعته ونبوغه في العلوم الدينيّة والفنون العقلية أشهرها:
٠١٠ تفسير القرآن الكريم المسمى بـ"فتح العزيز" بالفارسية, وهو في مجلدات كبار ضاع معظمها في ثورة "الهند", ولم يبق منها إلاَّ مجلّدان من أوّل وآخر.
٠٢٠ "الفتاوى في المسائل المشكلة" في مجلّدين.