عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

والجواب٠[1]٠: أنّ هذا غير مخلّ بالغرض؛ لأنّ حدوث الأعيان يستدعي حدوث الأعراض، ضرورة أنها لا تقوم إلاّ بها، الثالث٠[2]٠: أنّ الأزل ليس عبارة عن حالة مخصوصة حتى يلزم من وجود الجسم فيها وجود الحوادث فيها، بل هو عبارة عن عدم الأوّليّة أو عن استمرار الوجود في أزمنة مقدّرة٠[3]٠ غير متناهية في جانب الماضي. ومعنى أزليّة الحركات الحادثة أنّه ما من حركة إلاّ وقبلها حركة أخرى لا إلى بداية، وهذا هو مذهب الفلاسفة، وهم يسلّمون أنّه لا شيء من جزئيّات الحركة بقديم، وإنما الكلام في الحركة المطلقة والجواب: أنّه لا وجود للمطلق٠[4]٠ إلاّ في ضمن


 



[1] قوله: [والجواب] حاصله أنّ دليل حدوث الحركة والسكون يدلّ على حدوث الأعيان كلّها, وحدوث الأعيان يستلزم حدوث الأعراض القائمة بها, فعدم إدراك حدوث بعض الأعراض لا يخلّ بالمقصود. ١٢

[2] قوله: [الثالث] إيراد على قوله: ½ما لا يخلو عن الحادث لو ثبت في الأزل لزم ثبوت الحادث في الأزل¼, حاصله أنّ الأزليّة ليست عبارة عن كونه في وقت أو حالة خاصّة, بل عبارة عن عدم بداية وجوده ثابتاً كان أو زمانيّاً, أو عن استمراره وسيلانه في أزمنة غير متناهية ماضية، وهذا مختصّ بالزمانيّ كالحركات والفلكيّات، والأزليّة في الحركات أزليّة تعاقبيّة لا قراريّة, فلا يلزم بحدوث كلّ حركة عدم أزليّتها ولا عدم أزليّة طبعيّة الحركة, ووجودها سيّال في ضمن هذه الوجودات الحادثة. ١٢ "نظم الفرائد".

[3] قوله: [مقدرة] إنما وصف الأزمنة بالمقدّرة؛ لأنّ الزمان أمر واحد مستمرّ, وانقسامه إلى الأزمنة أمرفرضيّ. ١٢ "نبراس".

[4] قوله: [لا وجود للمطلق... إلخ] أي: الحركة المطلقة؛ إذ هي ماهيّة كلّيّة, وهي لا توجد بالوجود العينيّ الأصليّ, إلاّ في جزئيّاتها. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388